للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أهداف الغزو الفكري:

لا تختلف أهداف الغزو الحديث عن مؤامرات الماضين ومكائدهم فهي كلها تدور حول النيل من الإسلام وتشويه حقائقه ورموزه الكبيرة من القرآن الكريم والسنة النبوية، وصد الناس عن الإيمان به والدخول فيه، وإفساد من تم إسلامهم بالتنصير أو التشكيك والإلحاد، وبذلك وغيره يتم القضاء على الإسلام واستغلال أهله وأرضه، يقول الدكتور عبد الحليم محمود: "ولقد غزانا الغرب في العصور الحديثة بكل ما يملك، بالسلاح والقلم، وقد كانت مهمة القلم في هذا المجال واسعة متنوعة، فقد تناول كُتّابهم الإسلام عقيدة وتشريعًا وأخلاقًا وتاريخًا محاولين أن يزيفوا الحقائق في كل ميدان من ميادين الدين، وحاولوا أن يقللوا من شأن الإسلام ومن شأن العرب، وحاولوا بكل ما أتوا من وسائل في الدعاية أن يبعثوا في النفوس روح التحلل والفساد الأخلاقي ... "، ثم يقول: "إن الغربيين يريدون بكل وسيلة القضاء على الإسلام كقوة لها ذاتيتها وأصالتها ومنهجها في الحياة وهم يستعملون من أجل ذلك كل الوسائل" (١) .

ويقول الدكتور البهي: "فإفساد الإسلام والتراث الإسلامي إذن غرض أول للمستعمر الغربي، واختار وسيلة لذلك فيما أبرزه من المفارقة بين الغرب والشرق من تقدم الأول وتأخر الثاني، وابتدأ العلم وابتدأت الدراسة هناك تبحث عن أسباب هذه المفارقة وتركزت الأسباب أخيرًا في المقابلة بين المسيحية والإسلام، المسيحية دين المتقدمين والإسلام دين المتخلفين...." (٢) .

ويضيف الشيخ محمود شاكر ... " لم يكن غرض العدو أن يقارع ثقافة بثقافة، أو أن ينازل ضلالًا بهدى، أو أن يصارع باطلًا بحق، أو أن يمحو أسباب ضعف بأسباب قوة، بل كان غرضه الأول والأخير أن يترك في ميدان الثقافة في العالم الإسلامي جرحى وصرعى لا تقوم لهم قائمة، وينصب في أرجائه عقولًا لا تدرك إلا ما يريد لها هو أن تدرك، ولا تبصر إلا ما يريد لها هو أن تبصر، ولا تعرف إلا ما يريد لها هو أن تعرف، فكانت جرائمه في تحطيم أعظم ثقافة إنسانية عرفت إلى هذا اليوم كجرائمه في تحطيم الدول وإعجازها مثلًا بمثل، وقد كان ما أراد الله أن يكون، وظفر العدو فينا بما كان يبغي ويريد ... " (٣) .


(١) القرآن والنبي: ص ٢٠، ٣٩٦
(٢) الفكر الإسلامي الحديث: ص ١٧
(٣) مقدمة الظاهرة القرآنية: ص ١٢

<<  <  ج: ص:  >  >>