للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبهذا تبطل نظريه مرجليوت وطه حسين في القرآن الكريم الذي لم يتأثر إعجازه بالشعر الجاهلى ولا غيره. ولقد عبر (لا متز) في كتابه (مهد الإسلام قبيل الهجرة) عن أسفة لأن هذا الكتاب لم يقدم معلومات أو تفاصيل توصف بها بلاده من حيث العلوم المناخيه والجوية، بينما يطيل تأملاته أمام النجوم والجبال والسحاب والمظاهر العاديه الأخرى التي يصفها بالعجائب، ورد عليه الدكتور دراز رحمة الله فجعل هذا المأزق حسنة من حسنات القرآن ودليلا من أدلة إعجازة وعظمته وبرهانا على أنه من عند الله وليس إنتاجا محليا أو صورة للبيئة كما أدعى مرجليوت وطه حسين، فقال: (وهنا يكمن في رأينا الدليل على أن القرآن ليس إنتاجا محليا لأن الحقائق التي يقدمها هي من النوع الذي يسهل على جميع العقول إدراكه وإستخلاص العقائد الأخلاقيه منه، ولهذا نرى مكانه سامقا فوق كل الإعتبارات الجغرافيه والعنصريه عنها، ولا يركز إلا على العبر والدروس التي تفيد في تربية الإنسان، إن هذا المنهج الكامل والمتكامل الذي ينفرد به القرآن وحده هو ذاته برهان وأى برهان) (١) . وبعد:

فهذا هو القرآن الكريم كتاب الله ووحية الذي قال فيه وقوله الحق:

{الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آَيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ} (٢)

{ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ} (٣)

{لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} (٤)

{إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا (٩) وَأَنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا} (٥)

{كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ} (٦)

{الْكِتَابِ الْحَكِيمِ} (٧)

{الْكِتَابِ الْمُبِينِ} (٨)

{وَالْقُرْآَنِ الْمَجِيدِ} (٩)

{وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ} (١٠)

{مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ} (١١)

{هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} (١٢)

{يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} (١٣)

{الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا (١) قَيِّمًا لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا (٢) مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا (٣) وَيُنْذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا} (١٤)

{تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا} (١٥)

وصلى الله على سيدنا محمد الهادى {إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (٥٢) صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ} (١٦)

والحمد لله رب العالمين أولا وأخرا.

الدكتور محمد نبيل غنايم


(١) مدخل إلى القرآن الكريم: ص ١٨٠-١٨١.
(٢) سورة هود: الآية ١
(٣) سورة البقرة: الآية ٢
(٤) سورة فصلت: الآية ٢
(٥) سورة الأسراء: الآية ٩-١٠.
(٦) سورة الأعراف: الآية ٢
(٧) سورة يونس: الآية ١.
(٨) سورة يوسف: الآية ١
(٩) سورة ق: الآية ١
(١٠) سورة آل عمران: الآية ٥٨.
(١١) سورة يونس: الآية ٥٧.
(١٢) سورة البقرة: ألآية ١٨٥.
(١٣) سورة المائده: الآية ١٦.
(١٤) سورة الكهف: الآية ١ –٤
(١٥) سورة الفرقان: الآية ١
(١٦) سورة الشورى: الآية ٥٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>