للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إذن فنظرية مرجليوت التي شككت في الشعر الجاهلى وجعلت بعض الدارسين ينكرونه على إعتبار أنه منتحل لأختلاف رواياته، ولأنه لا يمثل البيئة الجاهلية، ولأن فيه تقاربا مع الصور الدينيه التي جاءت في القرآن، ثم منهج الشك الديكارتى الذي أعتمده طه حسين مضافا إلى فروض مرجليوت في الشعر الجاهلى كان لهما تأثير على الثقة في القرآن الكريم الذي كان كثيرا ما تقارن فصاحته وبلاغته ولغته بهذا الشعر، وبذلك يصبح القرآن الكريم أيضا مجالا للشك، ومن هنا وجدنا طه حسين ينكر قصة إبراهيم وإسماعيل الوارده في القرآن الكريم ولا يعتبر ورودها فيه كافيا لأثباتها، ومن هنا قامت الدنيا وقعدت إبان ظهور هذه النظرية الخطيرة، وبدأ البحث الفعلى الجاد عن جوانب أخرى في إعجاز القرآن الكريم غير اللغه والبلاغه (اللفظ) الذين سادا في الشعر الجاهلى والأدب العربى عموما.

وقد ناقشنا قضية الإعجاز القرآنى برمتها في البند ثالثا وبينا أن إعجازه متعدد لا يقتصر على اللفظ أو الأسلوب أو اللغة أو البلاغة أو المعنى والمحتوى أو النظم والتركيب أو الموضوعات والأخبار أو ما مضى وما سيأتى ... إلخ، وبينا أن ذلك الإعجاز الشامل مستمر إلى يوم القيامه بصرف النظر عن ثبوت الشعر الجاهلى أو الشك فيه.

<<  <  ج: ص:  >  >>