للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهناك حركة (البهائية) التي نشأت سنة ١٢٦٠هـ - ١٨٤٤م تحت رعاية الاستعمار الروسى، واليهودية العالمية، والاستعمار الإنجليزى، تزعم أنها جاءت بدين عالمى جمع البوذية، والبرهمية، الزرادشتية، المانوية، المزذكية، الفرق الباطنية، اليهودية، والنصرانية، والدهرية، وهذه الدعوة تجد رواجًا (١) .

وهناك علماء ومفكرون، ينكرون أن يكون عالم اليوم، وطنًا حضاريًّا واحدًا لحضارة عالمية واحدة ... وهؤلاء العلماء يدعون إلى ضرورة احترام (الحدود الحضارية) .. لأن العالم في تصورهم: هو أقرب ما يكون إلى (منتدى عالمى لحضارات متميزة) تشترك أممها في عضوية هذا المنتدى، ومن ثم فإن بينها ما هو (مشترك حضارى عام) .... وأيضًا، فإن هذه الأمم تتمايز حضاريًّا.. الأمر الذي ينفى الوحدة الحضارية، ويستدعى الحفاظ على (الهويات) الحضارية المتميزة.. لا لمجرد الحفاظ عليها – رغم أهميته ـ إنما لأسباب وطنية، وقومية، وعقدية، تلعب دورها في إنهاض أمم كثيرة من كبوتها وتراجعها لما لهذه الخصوصيات من قدرات على شحن شعوب هذه الأمم بالكبرياء المشروع والطاقات المحركة في معركة الإبداع.. ولما للتعددية من دور في إثراء مصادر (العطاء العالمى) . (٢) .

وهؤلاء العلماء الذين ينكرون أن يكون عالم اليوم وطنًا حضاريًّا واحدًا لحضارة عالمية واحدة، يذهبون إلى أن التعددية الحضارية تكشف وتعرى روح الهيمنة والعدوان والإستعلاء التي تخفيها الحضارة المتغلبة على عالمنا المعاصر.

وهى الحضارة الغربية، تحت ستار: (وحدانيتها.. وعالميتها.. وإنسانيتها) كما أن هذه التعددية تقوم بدور فعال، في إذكاء روح المقاومة، عند الأمم المستضعفة حضاريًّا، ضد السمات والقسمات التي مثلت وتمثل (مأزق الحضارة الغربية) الذي يمسك اليوم بخناق إنسانها، وذلك حتى لا تعم مأساته كل بنى الإنسان؟ (٣)


(١) انظر: الندوة العالمية للشباب الإسلامى، الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب المعاصرة: ص ٦٤، طبعة الرياض، ١٤٠٩هـ
(٢) انظر: الدكتور محمد عمارة، الغزو الثقافى وهم أم حقيقة: ص ٧ بتصرف
(٣) المصدر السابق: ص٧

<<  <  ج: ص:  >  >>