للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد يكون الصليب داخل إطار كتابى (شعارًا) لإحدى الشركات الكبرى.

وفى بعض المجتمعات الإسلامية لا يستطيع أحد أن يشير إلى أي ظاهرة من ظواهر الغزو الفكرى في المجتمع بأى إشارة كانت,

وهكذا تعيش بعض المجتمعات الإسلامية في ظواهر الغزو الفكرى، ولا أحد يرى، ولا أحد يتكلم، ولا أحد يسمع.

لقد نجحت الحملات التي قامت بها مؤسسات الغزو الفكرى الغربى في تحقيق أغراضها نجاحًا بعيدًا حين ضمت إليها فئات مثقفة من المسلمين، وجعلتها في صفها تحارب الإسلام وثقافته، وأكثر من هذا أن هؤلاء المثقفين صاروا يستنكرون الثقافة الإسلامية إذ تناقضت مع الثقافه الغربية, وصاروا يستمرئون الثقافة الغربية ويتتعشقونها، ويتجهون في الحياة طبق مفاهيمها (١)

لقد أقبل الكثير من المسلمين على ثقافة الغرب يدرسونها ويطبقونها ويتسابقون في الأخذ بها، وأستجاب المسلمون إلى الدعوات العنصرية حتى صارت على لسان الكثيرين، وحتى صارت الإقليمية الضيقة هي المرتكز لأى عمل في أي اتجاه سياسيًّا كان أم أقتصاديًّا أم فكريًّا. إن هناك حربًا تشن على العقائد الموروثة, وعلى المسلمات التي تتصل بالوحى والبعث, وهناك فلسفات مطروحة، ترمى إلى إلغاء القيم الثوابت، إقامة التطور المطلق، وتجاوزنا الروح وإقامة المادة وحدها، وإلغاء الضوابط الأخلاقية والمسؤولية الفردية ,ودعوة إلى رفع الوصاية عن الشباب، بل هناك دعوة صريحة أعلنت خطتها بإخراج العرب والمسلمين من إطارات الدين، ودعوتهم إلى علمنة الذات العربية, وهناك دعوات إلى إعادة طرح الأساطير، والإباحيات في أفق الفكر الإسلامي عن طريق القصة، والمسرح، والصحافة، وهناك دعوات تزين الباطل وتزخرفه ودعوات تحول الشر إلى صور براقة زاهية (٢)


(١) انظر: عز الدين الخطيب التميمى وآخرين، نظرات في الثقافة الإسلامية: ص٤٦.
(٢) أنور الجندى شبهات التغريب في غزو الفكر الإسلامى: ص ٤٧ ,٤٨، طبعة المكتب الإسلامي بيروت ١٤٠٣ هـ

<<  <  ج: ص:  >  >>