بعد أن اتضحت لنا أبعاد (الغزو الفكري) وتياراته، وحركاته، التي تعمل ليل نهار، يبقى أمامنا السؤال الكبير: ماذا فعلنا نحن؟ من موقفنا من الغزو الفكري؟ إن جزءًا كبيرًا من الغزو الفكري حركة فكرية هائلة، وما تنتجه هذه الحركة يخصنا نحن المسلمين، ويخص عقيدتنا، ولغتنا، وتراثنا، وتاريخنا، وذاتيتنا.
وإن جزءًا كبيرًا آخر من الغزو الفكري حركة عملية هائلة، تأخذ المواقع، وتسيطر على القلوب.
والغزو الفكري بحركته الفكرية والعملية من أخطر ما نواجه في حياتنا؛ لأن ما يقوم به من أهداف تقوض الدعائم يتعلق بأعمق أعماقنا عقديًّا، وفكريًّا، وحضاريًّا، وليس هناك أمام المسلمين من سبيل إلا المواجهة وقبول التحدي وإثبات الذات وإلا فلسنا جديرين بالحياة.
ولا يخفي على أحد أن السعي إلى إثبات الذات والعمل على مواجهة هذه التحديات والتيارات الغازية دليل صحة، ودليل صحوة..- إذن – لابد من منهج.
والمنهج الصحيح هو أن نواجه الفكر بالفكر، والعمل بالعمل، ولما كان التخطيط الاستشراقي منبعًا لكثير من التيارات, والتحرك التبشيري غزوًا علميًّا للمجتمعات، كان علينا أن نواجه هذين التيارين في قوة وحزم.