للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أولًا – مواجهة الفكر الاستشراقي:

لا شك أن الاستشراق كان ولايزال يشكل الجذور الحقيقية، التي تقدم المدد للتنصير والاستعمار، والعمالة الثقافية، ويغذي عملية الصراع الفكري، ويشكل المناخ الملائم، لفرض السيطرة الاستعمارية على الشرق الإسلامي وإخضاع شعوبه.

فالاستشراق هو المنجم، والمصنع الفكري، الذي يمد المنصرين والمستعمرين، وأدوات الغزو الفكري، بالمواد التي يسوقونها في العالم الإسلامي، لتحطيم عقيدته، وتخريب عالم أفكاره، والقضاء على شخصيته الحضارية التاريخية (١) .

لقد تطورت الوسائل، وتعددت طرق المواجهة الثقافية الحديثة، ويكفي أن نشير إلى مراكز البحوث والدراسات، سواء أكانت مستقلة أم أقسامًا للدراسات الشرقية، في الجامعات العلمية، والاختصاصات الدراسية تمثل الصور الأحدث فيتطور الاستشراق، حيث تمكن أصحاب القرار من الاطلاع والرصد لما يجري في العالم يوميًّا (٢) .

ففي القارة الأمريكية وحدها حوالي عشرة آلاف مركز للبحوث والدراسات، القسم الكبير منها متخصص بشؤون العالم الإسلامي، ووظيفة هذه المراكز تتبع ورصد كل ما يجري في العالم، ومن ثم دراسته وتحليله، مقارنًا مع أصوله التراثية التاريخية ومنابعه العقدية، ثم مناقشة ذلك مع صانعي القرار، لتبني على أساسه الخطط، وتوضع الاستراتيجيات الثقافية والسياسية، وتحدد وسائل التنفيذ (٣) .


(١) انظر: عمر عبيد حسنة، مقدمة كتاب الأمة رقم ٢٧: ص ٢٢
(٢) عمر عبيد حسنة، مقدمة كتاب الأمة، عدد ٢٧: ص ٩
(٣) عمر عبيد حسنة، مقدمة كتاب الأمة، عدد ٢٧ ص ٩

<<  <  ج: ص:  >  >>