وما أكثر مؤتمرات التبشير التي تعقد في أماكن متفرقة حسب الحاجة لعرقلة جهود المسلمين واقتلاعهم من الإسلام، ويتخذ المبشرون وسائل وأساليب متعددة تحيط بالإنسان ومن وسائلهم التطبيب، والتعليم والأعمال الاجتماعية والفتن والحروب، يقول الدكتور نجيب الكيلاني:(إن روح التعصب الأعمى ضد كل ما هو إسلامي لم تزل سائدة حتى أيامنا هذه، تلك الروح التي غذاها المبشرون، ورجال الدين من معتنقي الصليبية القديمة) .
وإن الباحث في أساليب التبشير التي أحاطت بالمسلمين يجد أن هذه الأساليب أضرت بالمجتمعات الإسلامية، وأصبحت عاملًا معوقًا لكل تقدم إسلامي، وقد نجح التبشير في مواقع كثيرة؛ لأن إمكاناتهم هائلة ويتحملون ويعلمون ويصيرون ويخططون ويتربصون، وإذا كنا تنبهنا أخيرًا إلى الأخطار المحدقة بالمسلمين من جانب المبشرين، فإن تنبهنا لم يأخذ بنا إلى الطريق السليم، وليس من الكياسة أن نكتفي بإنشاء مراكز للدعوة هنا وهناك، إن الأمر يقتضي قبل مراكز الدعوة أن نكون أقمنا الملاجئ والمستشفيات والمدارس والمعاهد ومؤسسات الإغاثة والإعاشة.
المواجهة الصحيحة تقتضي عملًا يُعمل لا كلامًا يقال: إن المبشرين يعملون ونحن لا نعمل، وإذا رغبنا في مواجهتهم لإنقاذ إخواننا المسلمين فلابد وأن يكون عملنا أزيد من عملهم، وتحركنا أسرع من تحركهم.
وإن المواجهة تحتاج إلى تخطيط وتنظيم واتساع المواقع، والتعرف الدقيق , فإذا ما فعلنا ذلك كان ذلك بداية في طريق طويل.
أما أن نترك المسلمين في قارة إفريقيا وآسيا وغيرهما تفترسهما النصرانية فإن ذلك أمر بالغ الخطورة.
وإذا كان للتبشير مؤتمرات دولية ومعاهد علمية وجمعيات تبشيرية، فلماذا لا تكون للمسلمين مؤتمرات للدعوة والمواجهة.
وهنا ربما يقول قائل: للمسلمين مؤتمرات للدعوة كثيرًا ما سمعنا وقرأنا عنها، نعم للمسلمين مؤتمرات، ولكن الناس يجتمعون فيها لينفضوا، فهي تساوي مظاهرة في الشارع، فيها تصفيق وكلام، ثم يدخل كل واحد بيته.
نحن نريد مؤتمرات لا تكون توصياتها وقراراتها حبرًا على ورق وإنما نريد عملًا يعمل في دقة وتخطيط وسرية.