للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إن المجتمعات الإسلامية تعاني من التسلط التبشيري في الصحافة وسائر وسائل الإعلام ووكالات الأنباء , وتعاني في البيت وفي الشارع وفي أمور كثيرة، قد يعرفها البعض ويسكت، وما أكثر الساكتين لأنهم لا يملكون أن يقولوا شيئًا، إنك ترى برنامجًا في التليفزيون ينطلق من دولة إسلامية عربية فيشدك إلى مزارع وحدائق خضراء بأندونيسيا ومستشفيات ومدارس أخذت بيد الأندونيسي يقال عنها أنها: (من صنع وإدارة وأعمال الكنيسة الكاثوليكية، هكذا تسمع وترى، ولا يخفى أن هذه الدعاية التبشيرية نصرانية، ومن الغريب والعجيب أنك تري في أسواق الصحافة في بعض البلاد الإسلامية ما هب ودب، وهو وهي، من المجلات والصحف، وتمنع من الدخول والوصول لبعض المجلات والصحف الإسلامية، لماذا؟ لأنها إسلامية، وكل ما هو إسلامي يقض مضاجع المبشرين، ومن المؤلم حقًّا أنك تجد عند باعة الصحف مئات المجلات في كل التخصصات ما عدا الإسلام، فمجلاته قليلة تعد على أصابع اليد الواحدة. ويبدو أن هذا ربما تكون وراءه أجهزة تبشيرية، حتى لا يكون هناك التأثير الذي يمنع من التأثر بالتبشير، إن أمتنا الإسلامية مطالبة بأن تتبصر العواقب وتتعرف على خطواتها بحكمة وتدبر قبل أن يتسع الخرق على الراقع.

إن التبشير نجح في تنصير البعض، ونجح في أنه جعل المسلمين في موقف المدافع وهو موقف المهزوم، فهل نتدارك هذه المواقف، ونتخطاها إلى موقف المواجهة؟

أولًا: علينا أن ندرك تمامًا أن هؤلاء لا يبشرون بدينهم وعقائدهم أو يعملون على تحويل المسلم عن الإسلام، إلا في حالة إدراكهم أن المسلمين غير مهتمين بالإسلام سلوكًا وتطبيقًا، ومن هنا كان علينا أن تكون مواجهتنا لتبشير عملًا يُعمل ويهتم إنشاء المدارس والمستوصفات والملاجئ ورعاية الأيتام واللقطاء والمسنين، ويصاحب ذلك توعية إسلامية وتبشيرية بالإسلام.

<<  <  ج: ص:  >  >>