لابد وأن تتجه جهود المصلحين في المجتمعات الإسلامية إلى التربية لأن المبادئ الإسلامية بمفاهيمها الأساسية ومناهجها التربوية تصنع شخصية متميزة لها سماتها وغاياتها الخاصة.
ولعل أخطر ما أستهدفه الغزو الفكرى في برامجه التخريبية هو هدم شخصيتنا الإسلامية: عقديًّا، وثقافيًّا، وسلوكيًّا، وعاطفيًّا....
ولعل معاول (الغزو الفكرى) التي أصابت الكثير لم تؤثر إلا من جراء إنعدام الشخصية الإسلامية , ولهذا كان لابد من اتجاه فريق من المصلحين إلى التربية الأجيال تربية إسلامية تتولى المسؤولية والإدارة.
• تربية تجعل الإنسان إيجابيًّا يعيش في حركة فكرية، ونفسية، وجسدية، بناءة بعيدا عن السلوك التخريبى ... رافضًا التحجر والجمود ... لا يرضى بالسلوك الإنسحابى الذي يتهرب من نشاطات الحياة، ويبتعد من مواجهة الصعاب.
• تربية تؤهل الإنسان للعطاء، وتنمى فيه القدرة على الإنتاج والإبداع بما تفتح له من آفاق التفكير والممارسة.
• تربية تعد الإنسان إعدادًا إنسانيًّا ناضجًا لممارسة الحياة بالطريقة التي يرسمها ويخطط أبعادها الإسلام، لأن الحياة في نظر الإسلام عمل وبناء وعطاء وتنافس في الخيرات.
• تربية تجعل الشخصية الإسلامية شخصية متزنة، لايطغى على موقفها الإنفعال، ولا يسيطر عليها التفكير المادى، ولا الانحراف المتأتى من سيولة العقل وامتداد اللامعقول.
• تربية تبنى الإنسان على أساس وحدة فكرية وسلوكية وعاطفية متماسكة.. على أساس من التنسيق والتوافق الفكرى والعاطفى والسلوكى الملتزم، الذي لايعرف التناقض ولا الشذوذ.
• تربية تجعل الإنسان المسلم يشعر دومًا أنه مسؤول عن الإصلاح، وأنه يجب عليه أن ينهض بمسؤوليته، ويقود نحو شاطئ العدل والسلام.
• وإن أمتنا تتطلع إلى غد مشرق, والتطلع يحتاج إلى علم وعمل وجهود بناءة تكون علامات مضيئة في الطريق.