للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حملات على القرآن الكريم.

وقد قامت حملات شعواء ضد الكتاب العزيز، حملات من كل نوع، ولكن الغزاة وأذنابهم وتساقطوا جميعًا وارتدت سهامهم في نحورهم، وبقى الذكر الحكيم مضيئًا الطريق لمن يريد السير في المحجة البيضاء، {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} (١) .

وقد أزعج هذا النور قطاع الطرق والمفسدين في الأرض والجبابرة والطغاة، وكل من يريد أن يعمل في الظلام بعيدًا عن نور الحق، وأدركوا جميعًا أنه يستحيل عليهم القضاء على الإسلام وتدمير المسلمين إلا إذا انتزعوا هذه العقيدة والتي لا سبيل إلى نزعها إلا باجتثاث القرآن من الأيدي ومحوه من الصدور ومن الذاكرة، ولقد أدرك هذه الحقيقة كثيرًا من أعداء الإسلام وحاولوا بكل وسيلة تزييفه أو التشويش عليه، وقد دفع هذا (غلادستون) رئيس وزراء بريطانية إلى القول في مجلس العموم البريطاني عام ١٨٨٣م، وهو يحمل المصحف: (ما دام هذا الكتاب باقيًا في الأرض، فلا أمل لنا في إخضاع المسلمين، بل نحن على خطر في أوطاننا) (٢) .


(١) سورة فصلت: الآية ٤٢
(٢) الأستاذ أنور الجندي. مرجع سابق

<<  <  ج: ص:  >  >>