للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٥- رفيدة الأسلمية: أخرج البخاري ومسلم (١) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل خيمة في المسجد لمداواة الجرحى في غزوة الخندق ومنهم سعد بن معاذ، وجعل الإشراف على تمريضهم لرفيدة الأسلمية.

٦- الشفاء بنت عبد الله بن عبد شمس القرشية: كانت تقوم بالقبالة وترقي رقية النملة، وقد تقدم رقيتها للأنصاري وتعليمها لأم المؤمنين حفصة رقية النملة بأمر النبي صلى الله عليه وسلم.

٧- الربيع بنت معوذ: تقدم حديثها في البخاري حيث قالت: ((كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم نسقي ونداوي الجرحى، ونرد القتلى إلى المدينة)) .

٨- أم عطية: تقدم قولها: ((غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع غزوات أخلفهم في رحالهم، وأصنع لهم الطعام، وأداوي الجرحى، وأقوم على المرضى)) (٢) وأم عطية هي نسيبة بنت كعب بن عمرو بن عوف، وتكنى أم عمارة وكانت تختن البنات.

٩- أم سليم: (وهي أم أنس بن مالك وزوج أبي طلحة الأنصاري) ، وقد تقدم حديث أنس حيث قال: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغزو بأم سليم ونسوة من الأنصار ليسقين الماء ويداوين الجرحى)) (٣)

وهكذا نرى أمهات المؤمنين والصحابيات الجليلات يداوين الجرحى ويسقينهم في ميادين القتال، وقد أخرج البخاري عن أنس رضي الله عنه: ((لقد رأيت عائشة بنت أبي بكر وأم سليم وإنهما لمشمرتان، أرى خدم سوقهما تنقلان القرب على متونهما، ثم تفرغانه في أفواه القوم ثم ترجعان)) .

وروى عمر بن الخطاب قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((ما التفت يميناً ولا شمالاً يوم أحد إلا رأيت أم سليط تقاتل دوني)) .. وفي ذلك اليوم العصيب تقاعس عدد غير قليل من الصحابة عن القتال بعد وقع الهزيمة وسماعهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قد قتل ففت ذلك في عضدهم.

وروى البخاري أن عمر بن الخطاب قسم مروطاً بين نساء المدينة، فبقي مرط جيد، فقال له بعض من عنده: يا أمير المؤمنين، أعط هذا ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي عندك: (يريد أم كلثوم بنت علي وفاطمة الزهراء) فقال عمر: ((أم سليط أحق؛ فإنها كانت تزفر لنا القرب يوم أحد)) ، وتزفر أي تحمل الحمل الثقيل.. وهكذا كانت أم سليط تداوي الجرحى وتسقي العطشى وتقاتل دون النبي صلى الله عليه وسلم عند اشتداد البأس.


(١) عون الباري: ٥/ ٢٥٥- ٢٥٦، وصحيح مسلم: ٤/ ١٧٣
(٢) أخرجه مسلم في صحيحه ٥/ ١٩٩
(٣) صحيح مسلم ٥/ ١٩٦

<<  <  ج: ص:  >  >>