للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأم سليط هي أم قيس بنت عبد من بني مازن، تزوجها أبو سليط بن أبي حارثة من بني النجار من الأنصار، فولدت له سليطاً وفاطمة، وكانت من أوائل من بايع النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة، وشهدت أحداً وخيبر وحنيناً.

ولم تكتف أيضاً أم عمارة الأنصارية بإسعاف الجرحى وسقاية العطشى، بل حملت السيف وقاتلت، وقتلت أم حكيم يوم اليرموك سبعة من الروم بعمود الفسطاط لما هجم الروم على مواقع المسلمين الخلفية.

واشتهر بالطب من غير الصحابيات عدد من النساء منهن:

١- زينب طبيبة بني أود، واشتهرت بطب العيون (الكحالة) ، حتى تمثل بها الشاعر (١) حيث قال:

أمخترمي ريب المنون ولم أزر

طبيب بني أود على النأي زينبا

٢- أخت أبي بكر بن زهر الحفيد وبنتها: وقد اشتهرتا بالطب في الأندلس.. وهي عائلة طبية تخرج منها العديد من الأطباء.. وقد كان المنصور لا يسمح لأحد بمعالجة نسائه وأهله إلا أخت الحفيد أو ابنتها.

٣- ابنة شهاب الدين بن الصائغ: كان أبوها رئيس البيمارستان المنصوري بالقاهرة. ودرست الطب على يد والدها وعلى الأطباء المشهورين على عهده. واشتغلت بالطب، وتولت رئاسة البيمارستان المنصوري بعد وفاة والدها، وكانت تعتبر في المكانة السامقة في الطب في عهدها، وتولت مشيخة الأطباء!! (٢) .

٤- أم الحسن بنت القاضي أبي جعفر الطنجالي: من أهل برشلونة، كانت واسعة الاطلاع كثيرة المعارف، ولكنها اشتهرت بالطب (٣)

٥- بنت دهن اللوز الدمشقية: عرفت بالطب ومارسته، رغم أن بعض المؤرخين تشكك في ذلك (٤)


(١) ذكر ابن أبي أصيبعة أن رجلاً أتى امرأة من بني أود لتكحله من رمد أصابه فكحلته، ثم قالت: اضطجع قليلاً حتى يدور الدواء في عينيك، فاضطجع وتمثل قول الشاعر: أمخترمي ريب المنون ولم أزر طبيب بني أود على النأي زينبا فضحكت وقالت: أتدري فيمن قيل هذا الشعر؟ قال: لا، قالت: في والله قيل، وأنا زينب التي عناها، وأنا طبيبة بني أود، أفتدري من الشاعر؟ قال: لا، قالت: عمك أبو سماك الأسدي
(٢) تاريخ البيمارستانات في الإسلام للدكتور أحمد عيسى (ص ١٣٩)
(٣) تاريخ التربية الإسلامية للدكتور أحمد شلبي (ص٢٨٥)
(٤) د. محمود الحاج قاسم: الطب عند العرب والمسلمين (ص٨٩)

<<  <  ج: ص:  >  >>