١- إن عدم وجود عدد كاف من الممرضين الذكور راجع إلى أننا أهملنا فتح مدارس التمريض للذكور، وهو أمر ميسور، وإذا وفرنا ذلك فإننا لن نحتاج للممرضات في أقسام الرجال.
وقد عملت شخصياً طبيباً في مستشفيات بريطانيا وكان في بعض المستشفيات عدد كاف من الممرضين الذكور.. وكان الممرضون الذكور منتشرين في أقسام الرجال إلى الخمسينات من القرن العشرين. ثم بدأ عددهم في التناقص، وأوكل الأمر إلى الممرضات الإناث.
٢- إن إثبات كفاءة الممرضات لا يعني أن الرجل لا يستطيع أن يقوم بمهمة التمريض، فقد أثبت الواقع أن الرجال كانوا أقدر على أداء مهماتهم في أقسام الرجال عندما كان يتاح لهم ذلك.
٣- وجود الآسيات في التاريخ الإسلامي دلالة على عظمة هذا الدين وسماحته.. ومع هذا لم يذكر أحد أن المستشفيات (البيماراستانات) التي انتشرت في العالم الإسلامي بأكمله، كانت تقوم على النساء الممرضات فقط، بل كانت أقسام النساء للنساء فقط، وأقسام الرجال للرجال فقط.
٤- الأحاديث الشريفة الواردة في إباحة مداواة النساء للرجال والرجال للنساء عند فقد الطبيب أو الطبيبة.. وما جاء في الأحاديث كان في وقت المعارك وانشغال الرجال بالقتال، فكان لابد من استنفار طاقة الأمة بأكملها وإعطاء المرأة دورها لعدم وجود الرجال.. وكذلك التداوي في وقت السلم، فإن كشف العورة وخاصة المغلظة مشروط بالضرورة أو الحاجة عند عدم وجود من يطبه من جنسه.
والغريب حقاً أن إحدى الزميلات من الطبيبات لديها شهادة الدكتوراه في الأمراض الجنسية وقد حاولت أن تعمل في ميدان تخصصها في معالجة النساء فقط، فلم تستطع؛ لأن كل المستشفيات التي حاولت الالتحاق بها طلبن منها أن تداوي الرجال والنساء، وأن تكشف على عوراتهم جميعاً!! وقد رفضت ذلك ومكثت سنين وهي ترفض، واتصلت بي هاتفياً، فطلبت منها أن تتصل بسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز الرئيس العام لدائرة الإفتاء والدعوة والإرشاد ليفتيها ويوجهها إلى ما يجب عمله في هذه الظروف.
وكان نظام القابلات نظاماً جيداً معمولاً به في كل أنحاء العالم، ولا يزال. ولكننا للأسف الشديد بدأنا نهمله، مع أن القابلات يستطعن القيام بتوليد ٩٥ بالمئة من النساء. ويمكن أن يتم ذلك في البيوت. والحالات المتعسرة تحولها القابلة إلى المستشفى.