وبما أن مريض الإيدز قد تطول به حياة لعدة سنوات، فإنه من المتعذر إبقاؤه طوال هذه المدة في المستشفى. ولذا ينبغي أن يعود إلى بيته في الحالات والأوقات التي لا تستدعي حالته دخول المستشفى. وأن يقدم لأهله وذويه المعلومات الكافية في كيفية رعايته دون أن يتعرضوا للعدوى.
وبما أن العدوى لا تحدث (في الغالب الأعم) إلا عن طريق الممارسة الجنسية (الجماع) أو الدم، فإن تجنب الوقاع والدم أمر متيسر. وغالباً ما يكون المريض بالإيدز في حالة صحية لا تسمح له بطلب الوقاع.
ينبغي أن يعامل المجتمع مريض الإيدز بما يجب نحوه من الشفقة والرحمة، وخاصة أن كثيراً ممن أصيبوا بهذا المرض الخبيث في بلادنا كان ناتجاً عن نقل الدم في الأساس، وهو بالتالي ضحية من الضحايا دون ذنب اقترفه. وقد يكون اتصل بزوجته قبل أن يعلم بإصابته ونقل إليها المرض، وكذا الأطفال، وهؤلاء كلهم أبرياء.
ثم على فرض أن الشخص قد ألم بخطيئة، ثم تاب، فإن في المرض كفارة له، وواجب المجتمع معاملته بالشفقة والرحمة، والله يتولانا جميعاً برحمته، والراحمون يرحمهم الرحمن.
وواجب من أصيب بفيروس الإيدز عند معرفته ذلك أن يستسلم أولاً لقضاء الله وقدره، ويبادر بالتوبة، ويستعد لما لا بد له منه وهو ملاقاة ربه. ولا يفعل مثلما يفعل الكفرة الذين يبادرون إلى الانتحار والعياذ بالله، فينهي بذلك حياته أسوأ نهاية، وينتقل من عذاب الدنيا إلى عذاب الآخرة.
ثم إن واجبه بعد ذلك أن يعرف كيفية انتقال المرض إلى الآخرين، وأن يحرص كل الحرص على عدم إصابتهم، وعلى النصح لهم، وأن لا يغش إخوانه المسلمين.
ومن فضل الله أن طرق العدوى محصورة أساساً في الاتصال الجنسي (الوقاع) والدم. وعليه أن يمتنع عن الوقاع مع زوجته. وفي الغالب سيكون المريض عازفاً عن ذلك بسبب مرضه وحالته النفسية، ولزوجته الحق في الامتناع عن ذلك إذا طلبها حتى مع استخدام الرفال (الكبوت الواقي) ، فإنه وإن كان يقي إلى حد كبير إلا أنه غير مضمون، وبالتالي لا تزال الخطورة من العدوى موجودة حتى مع استعماله. أما إذا كانت الزوجة قد أصيبت بالفيروس بسبب اتصالها بزوجها قبل أن يعلم بمرضه، فإنه في هذه الحال تستطيع معاشرته جنسياً إذا رغب في ذلك.