للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هل يتم إبلاغ جهة العمل؟

بالنسبة لحامل الفيروس الصحيح الجسم لا يبدو هناك أي داع لإبلاغ جهة العمل، وخاصة أن جهات العمل عادة ما تقوم بفصل حامل الفيروس وطرده من عمله.. وللأسف فإن هذا الإجراء شائع جداً في كثير من بلاد العالم بما فيها منطقة الخليج. أما في حالة المرض فإن المصاب بالإيدز سيتكرر تغيبه ثم سيطول غيابه بعد ذلك، وبالتالي ستقوم جهة العمل بفصله، وهو أمر منطقي سواء عرفت جهة العمل بمرضه الحقيقي أم لا!! ولهذا فلا أرى أي مبرر لمعرفة جهة العمل بمرضه الحقيقي، وخاصة أن مرضه غير معد لغيره من الناس سوى بالاتصال الجنسي والدم كما أسلفنا، وكلاهما مستبعد جداً جداً في مجال العمل.

من المسؤول عن رعاية وإعاشة مريض الإيدز؟

لا شك أن الدولة مسؤولة عن توفير الرعاية الصحية لمواطنيها، وبالتالي تقوم الدولة برعاية مريض الإيدز. ولا يعني ذلك إبقاء المصاب بالإيدز فترات طويلة في المستشفى؛ إذ لا توجد الحاجة الحقيقية للمستشفى إلا في أوقات اشتداد المرض، وما عدا ذك يمكن أن يبقى المريض في بيته مع أهله مع توجيههم لكيفية رعايته وتوقي العدوى.. ولا بد من مرور ممرض كفء (أو ممرضة) بانتظام عليه.. وكذلك لا بد من زيارة الطبيب له من حين لآخر، أو يقوم المريض بصفة دورية بزيارة طبيبه المعالج، سواء كان ذلك في مستشفى أو في مستوصف أو عيادة.

وهناك تأمين صحي في كثير من البلدان، وذلك يخفف العبء إلى حد كبير على الدولة؛ حيث يشترك الشخص في أثناء صحته في هذا التأمين حيث يضمن العلاج والتداوي عند مرضه، أما إعاشة المريض بالإيدز فينبغي أن تتم حسب الإجراءات المتبعة في سائر الأمراض؛ حيث يصرف المعاش للمتقاعد والمريض. وإذا لم يكن ذلك كافياً تدخلت الدولة في شغل الضمان الاجتماعي للإنفاق عليه. أما إذا كان المصاب بالإيدز مقتدراً وله دخل أو ثروة فلا حاجة آنذاك للدولة أو الضمان الاجتماعي أو غيره.

وللأسرة دور هام في رعاية مريض الإيدز.. وإذا تم توضيح الحقائق للأسرة فإن الأسرة لن تتخلى عن فرد منها بسبب مرضه وحين حاجته لرعايتها.. ولا خوف على الأسرة من عدوى المرض إذا اتخذت الاحتياطات، وهي يسيرة معروفة وسهلة التطبيق.

<<  <  ج: ص:  >  >>