للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هل يجوز للمرأة فسخ النكاح عندما تتبين أن زوجها يحمل فيروس هذا المرض؟ أو أنه بالفعل مصاب بهذا المرض؟

لا بد أولاً من إجراء فحوصات لها؛ لأنها قد تكون بالفعل قد أصيبت بالفيروس قبل أن يعرف زوجها بالحقيقة، وبالتالي لا لوم عليه ولا تتريب؛ حيث إنه لم يتعمد إخفاء الحقيقة عنها؛ إذ إنه بمجرد معرفته أخبرها بذلك، فإذا كانت الزوجة أيضاً تحمل الفيروس فأي فائدة ترجى من فسخ النكاح؟ أما إذا كانت الزوجة سليمة فإنها يمكن أن تعاشر زوجها دون حدوث جماع فعلي إذا رغبا في ذلك. وليس من حق الزوج أن يجبرها على أن تواقعه؛ لأن في ذلك خطراً عليها حتى مع استعمال الرفال الواقي، فإذا رضي الزوج بذلك فلماذا تطلب فسخ عقد النكاح؟

وليس من حق الزوج، إذا كان مصاباً بفيروس الإيدز (حاملاً أو مريضاً) أن يجبر زوجته على الجماع؛ بل ينبغي أن يتجنب ذلك حتى مع استعمال الرفال الواقي.

هل يتم عزل المريض عن المجتمع؟

أجمعت الهيئات الطبية ومنظمات الصحة العالمية على عدم الحاجة لعزل المريض بالإيدز أو حامل فيروس الإيدز عن المجتمع؛ لأن العدوى لا تتم إلا بطريقين أساسيين هما الاتصال الجنسي (الجماع) والدم.. وكلاهما لا يمنع الاتصال العادي بمريض الإيدز أو حامله. ويمكن لحامل المرض بل والمصاب بالإيدز إذا سمحت صحته بذلك، أن يمارس عمله العادي؛ لأنه غير معدٍ لغيره من الأشخاص بطريق التنفس أو المصافحة، ومع هذا ينبغي الحذر من استخدام أدوات المريض –أو حامل الإيدز- الشخصية مثل فرشاة الأسنان أو موس الحلاقة. وينبغي الحذر الشديد عند فحص دمه أو إفرازاته. كما ينبغي أن يتجنب حامل الفيروس الرياضة العنيفة؛ لاحتمال إصابته وخروج دم منه، فإذا جاء المسعفون له تعرضوا بسبب دمه للعدوى. ويمنع حامل الفيروس أيضاً من التبرع بالدم أو أي من أعضائه حياً أو ميتاً.

ويجب على المريض بالإيدز أو حامل الفيروس أن يخبر الطبيب وطبيب الأسنان والمختبر بالحقيقة إذا كانوا لا يعلمونها عند إجراء فحوص له؛ ليأخذوا حذرهم، وإن كان المفترض في الهيئة الطبية أن يأخذوا حذرهم في جميع الأحوال وعند فحص كل مريض.

<<  <  ج: ص:  >  >>