للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أذكر زوجين أستراليين قد كانت لهما مجموعة من الأجنة في أحد المختبرات الطبية وماتا، فجاء أقرباء الزوج وطالبا بأخذ أحد الأجنة المزروعة هذه، ووضع في رحم المرأة بعد وفاة الزوجين وجود هذه الأجنة يمكن أن تستغل ويمكن أن تقتل لذلك لا بد أن يضاف قيد جديد على قرار مجمع الفقه التابع للرابطة بأن يحذر من هذه النقطة، وألا يكون هنالك ترشيح لأكثر من جنين، فالقضية تكفي بويضة واحدة ملقحة فإن نجحت العملية كان به، وإلا يمكن أن تعاد العملية حتى لا تقع في محذور قتل الأجنة وخاصة أن لدينا آراء فقهية تقول: إن من لحظة التلقيح تعتبر الحياة موجودة وبالتالي لا يجوز الاعتداء عليها بالقتل فاحتياطا لهذا الأمر لا بد من أن يضاف هذا القيد على ما انتهى إليه مجمع رابطة العالم الإسلامي ولي أيضا تحفظ على قيد " ليس لها أولاد " بل لها ولد واحد، هل يمنع عليها أن تأتي بولد آخر على هذه الطريقة؟ لا أدري لم يمنع عليها هذا خاصة إذا عشنا في ظلال حث الشريعة المستمر على زيادة النسل وتحقيق معنى الإنجاب وخاصة أن الولد له قيمة في إطار الأسرة ليس ولدا واحدا، مجموعة الأولاد، وزيادة النسل أمر مطلوب شرعا فلذلك لا أرى ضرورة لقيد " ليس لها ولد " إنما يجب أن يكون احتياطنا مركزًا على منع اختلاط الأنساب وموضوع قتل الأجنة الذي أضيف من النقاش الذي تم في هذه الفترة، وشكرًا.

الشيخ محمد عطا السيد:

الحمد لله رب العالمين. . اللهم صلى على محمد عبدك ورسولك.

لا شك، نعلم أن العقم من المصائب الكبيرة والأشياء المحزنة جدًا التي تلم بالإنسان سواء أكان رجلا أو امرأة وكما ذكر المتحدث، كثير من الأسر تكون عائشة في حالة حزن وحالة ألم بالنسبة للزوجين وأحيانا الوالدين وكل من يتعاطف معهم من الأقرباء فلذلك أرى أنه نحن في هذا المجمع قطعًا من أهم مهماتنا هنا في المجمع أننا إذا وجدنا طريقة نيسر بها على الناس ونخرجهم من دائرة الهم والحزن والكرب الذي يعيشونه بالذات بمثل هذه الحالات الحساسة هذا يكون من أهم واجباتنا بل نستبشر خيرا إذا وجدنا طريقا ومخرجا في هذه المسائل.

ولذلك أنا أرى أنه بالذات في الحالة التي ذكرها السيد الرئيس بوضوح وهي أن يكون الماء ماء الزوجية والرحم رحم المرأة الزوجة ذاتها فنرى أن هذه الحالة لا شك أننا نقبل تحليل هذه المسألة للتغلب على هذه المأساة الكبيرة التي قد يعيشها الزوج والزوجة، وأرى أن هذا الدين، من مميزات هذا الدين هو احترامه للعلم ودعوته للناس لفتح وسبر غور العلم في جميع المجالات حتى ييسر على الناس جميع أوجه الحياة، ولذلك أرى أنه أبدا ما فيه تعارض بين هذا الدين وبين هذه الاكتشافات العلمية طالما أننا تحرزنا كثيرًا من ألا نمس حرمة فيها لله تعالى.

فلذلك يا سيدي الرئيس أنا أضم صوتي بوضوح لتحليل هذه الحالة الأخيرة التي ذكرناها وهي أن يكون الماء ماء الزوجية والرحم رحم الزوجة نفسها أرى تحليل هذه المسألة، ثم بعد ذلك المسائل التي ذكرها الدكتور في التحفظات التي قد تلي في مثل هذه الحالة، وهي: كشف العورة، التكاليف الباهظة، ونسبة عدم النجاح، إن الحالتين الإثنتين هذه هي حاجة متروكة للناس إذا كانت تكلفتها باهظة يترك للإنسان إذا كان يستطيع أن يقوم بهذه المسألة فبها، وإلا فتترك لحالته أو مساعدة الناس له في هذا المجال نسبة عدم النجاح هذه المسألة قد يتغلب عليها بمرور الزمان وتصبح نسبة عالية وحتى لو كان نسبة منخفضة هذا أيضا لا يدعونا ليكون سببا من الأسباب التي نحرم بها هذه الحالة ولذلك مع تحليلنا لهذه الحالة، السيد الرئيس، أرى أن نذكر أيضا في صياغة هذا الموضوع بموضوع الضرورة القصوى في هذه الحالة ثم أيضا التذكير بوضوح جدا تلافي كل الوسائل الممكنة لعدم كشف العورة وأيضا إذا كان ممكن أن تجرى هذه العملية كما ذكر عن طريق الدكتورة المسلمة ثم بعد ذلك الدكتور المسلم بهذا الترتيب الذي ذكره الدكتور وحتى يحضرني في هذه المسألة دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم الصحيح الذي عملنا إياه " اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن " الفقرة التي تليها مباشرة " وأعوذ بك من العجز والكسل" إذا كان في هذه المسألة كما ذكرت هي أكثر المسائل التي تهم الناس وتحزنهم وجدنا مخرجا وتكافينا وتلافينا هذا العجز فلا بأس من ذلك ونحمد الله على ذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>