وهذا الذي بين يديك هو محاولة لإلقاء الضوء على بعض المشكلات ومقترحات لحلها، والله أسأل أن يوفق العاملين المخلصين في هذه البنوك وأن يسدد خطاهم ويكلل بالنجاح مسعاهم، إنه سميع مجيب.
١- مشكلة المماطلة في تسديد الديون:
تعد مشكلة المماطلة في تسديد الديون من أهم المشكلات التي تواجهها البنوك الإسلامية في الوقت الحاضر، ولعل مما يزيد من خطورة هذه المشكلة تبني أكثر البنوك الإسلامية صيغ التمويل التي يترتب عليها ديون، مثل بيع المرابحة للآمر بالشراء، ولذلك كانت الديون تمثل نسبة عالية من أصول البنوك الإسلامية تصل في بعض الأحيان إلى ما يزيد عن ٩٠ % من مجمل الأصول، ومن ثم كانت مشكلة المماطلة في تسديد الديون تؤثر على هذه المؤسسات تأثيراً بالغاً. (١)
١- ١- وصف المشكلة:
من المعلوم أن النشاط الرئيسي للبنوك –بما فيها البنوك الإسلامية- هو الائتمان، وبينما تعتمد البنوك التقليدية صيغة القرض كأساس لتوفير الائتمان للجمهور، تمارس أكثر البنوك الإسلامية البيوع الآجلة لتحقيق نفس الغرض، والزيادة في الصيغة الأولى هي عين ربا النسيئة المحرم، والزيادة في الصيغة الثانية هي ربح جائز، ولكن الزيادة الثانية في كليهما هي بلا شك من ربا الجاهلية الموصوف بصيغة (أمهلني أزدك) أو (أتقضي أم تربي) وبرغم أن الزيادة الأولى في البيع مقابل الأجل لا تظهر منفصلة عن ثمن البيع إلا أن الثمن ملحوظ فيه بلا شك طول الأجل، فالبنوك تحدد لنفسها –في بيوع المرابحة- ما يسمى بهامش المرابحة وهو يمثل نسبة مئوية تحسب سنوية، تزيد بطول الأجل وتنقص بقصره.
(١) علمت أن بعض البنوك الإسلامية تفرض الغرامات على المماطلين عند مماطلتهم فهذه البنوك لا ينطبق عليها ما ذكرناه من وصف أن تعاني من هذه المشكلة ولكنها بلا ريب ترتكب مخالفة شرعية لا تقبل