للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تأثير موت القلب العضوي على حياة صاحبه:

يمكن أن يتوقف القلب العضوي عن العمل تمامًا بصفة مؤقتة أو بصفة دائمة، وتستمر حياة صاحبه بجسده وفكره وعاطفته وحواسه وإدراكه وكل مقومات شخصيته، ما دامت هناك مضخة بديلة تضخ الدم وتسيره عبر الدورة الدموية، وهذه المضخة يمكن أن تكون قلبًا عضويًا آخر من إنسان أو حيوان، أو تكون المضخة آلية بصفة تامة.

وتوقف القلب العضوي عن العمل يكون تلقائيًا بسبب حالة مرضية مثل انسداد الشرايين التاجية المغذية للقلب، وما يعقب ذلك من انقطاع الأكسجين عن القلب، أو انقطاع الموصلات الكهربائية داخل القلب، أو انخفاض أو ارتفاع الضغط داخل القلب خارج نطاق معين، أو غير ذلك من الحالات المرضية للقلب أو أن يكون توقف القلب العضوي عن العمل مفتعلًا بواسطة الطبيب المعالج مثل حالة القلب أثناء جراحات القلب المفتوح حيث يوقف الجراح القلب بوسائل فنية خاصة مثل منع وصول الأكسجين إلى القلب، أو حقن الشرايين التاجية بمحلول معين أو تبريد القلب أو كل هذه الوسائل مجتمعة، ويكون إيقاف القلب لفترة تتراوح بين الدقائق والساعات حسب الحاجة الجراحية.

وإذا توقف القلب العضوي عن العمل إما تلقائيًا أو افتعاليًا، ولكنه احتفظ بقابليته للحياة حسب الشرح المذكور أعلاه، فيمكن إعادته إلى العمل بوسائل فنية مختلفة مثل استعمال الصدمة الكهربائية أو إعادة الأكسجين إلى القلب، أو إعادة درجة الحرارة في القلب إلى المستوى الطبيعي، أو توصيل محرك كهربائي بعضلات القلب أو كل هذه الوسائل مجتمعة حسب الحالة والحاجة المتواجدة. أما إذا فقد القلب قابليته للحياة ومعنى ذلك أن القلب العضوي قد مات ففي هذه الحالة يمكن استعمال مضخة بديلة تقوم بضخ الدم وتسييره عبر الدورة الدموية بصفة دائمة، أي استبدل القلب كلية، وهذا يكون إما بزرع قلب عضوي آخر محل القلب الأصلي، أو استبدال القلب العضوي بمضخة آلية.

وهناك حالات يكون فيها القلب العضوي عاجزًا عن القيام بأعماله كاملة ولكنه ما زال على قدر من الحياة وإن كان لا يكفي لتوفير احتياجات صاحبه، وفي هذه الحالة يمكن الإبقاء على القلب الأصلي لمساعدته.

من هذا الغرض يظهر بوضوح أن موت القلب العضوي لا يعني بالضرورة موت صاحبه.

<<  <  ج: ص:  >  >>