للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا ينكر أن هناك استعمالاً شائعاً لكلمة (الاستثمار) بالمدلول العام في تحقيق المكاسب عن طريق ممارسة أي نشاط تجاري أو صناعي أو خدمي، بهدف الحصول على الأرباح، ولعل لهذا الاستعمال مسوغاته كما سيأتي، بخلاف الاعتقاد السائد بأن الاستثمار لا يكون إلا في رأس مال كبير‍! والواقع أن كل فرد مهما قل ماله قد يقوم بدور استثماري معين:

١- إذا كانت لديه فكرة عن الهدف من الاستثمار.

٢- وعن المجال المناسب الذي يمكنه الاستثمار فيه.

ويدل على ذلك أن معظم المستثمرين في أكبر الشركات المساهمة هم من صغار المكتتبين. (١)

وإذا أردنا الغوص في المدلول الاقتصادي التخصصي لكلمة الاستثمار، والفارق الجوهري بينها وبين كلمة (الادخار) من خلال من كتبوا فيه بخصوصه فإن الاستثمار هو العملية الناشئة بوجه العموم عن تدخل إيجابي صادر عن أحد الأفراد بهدف إيجاد تجهيزات دائمة تؤمن خدمات عاجلة. فعملية الاستثمار تقتضي عنصرين:

١- كلفة مباشرة مؤلفة من ساعات عمل، أو بصورة عامة مؤلفة من نفقات عوامل.

٢- خدمات أو سلع ينتجها رأس المال على مدى الزمن (٢) وبعبارة أخرى فإن الاستثمار هو الاستخدام للادخارات.

أما الادخار فهو الفرق بين الدخل والاستهلاك. (٣)

الاستخدامات المختلفة لمفهوم الاستثمار:

إن كلمة "استثمار" من الكلمات التي يمكن حملها عندما تستخدم –بين الناس- على معان متعددة، فهي تستخدم بمعنى "أي توظيف للنقود لأي أجل" مطلقاً، أو بالتقييد بكون التوظيف لأجل طويل نسبياً. أو بخصوص توظيف النقود في أوراق مالية، أو في مجال الشركات بمعنى الإنفاق الاستثماري لإنشاء مشروعات جديدة أو استكمال مشروعات قائمة أو إحلال وتحديث أصول متقادمة. أو قصر هذا الاستخدام على التوظيف في أصول آمنة أو على الأقل بمخاطر معقولة ومحسوبة تمييزاً له عن المضاربة (بالمفهوم الغربي) التي تعتمد على توقع ارتفاع الأسعار. وفيما يلي توضيح هذه الاستخدامات:

أ- " الاستثمار " بمعنى أي توظيف للنقود لأي أجل:

يعرف معجم المورد لفظ "الاستثمار" بأنه "تثمير أو توظيف أموال" (٤) ويشير معجم اكسفورد المختصر (الإنجليزي) إلى أن الاستثمار هو "أي استثمار للنقود أو لأية نقود مستثمرة" أو "أية ممتلكات تستثمر فيها النقود". ويعرف معجم اكسفورد (الإنجليزي – العربي) الاستثمار بأنه أي توظيف أو استغلال الأموال. ولا تنفرد المعاجم في تعريف الاستثمار بأنه أي توظيف للنقود لأي أجل بل نرى الكثيرين يستخدمون لفظ "الاستثمار" ليعني أي توظيف للأموال سواء كان التوظيف لآجال بعيدة أو لآجال قصيرة أو لآجال متوسطة، فإذا تم الاحتفاظ بالأصل لمدة خمس سنوات فإن ذلك استثمار لأجل طويل وإذا تم الاحتفاظ بالأصل لمدة أكثر من سنة وأقل من خمس سنوات كان الاستثمار متوسط الأجل، وإذا تم الاحتفاظ بالأصل لمدة سنة فأقل فيعد استثماراً أيضاً، لكنه استثمار قصير الأجل.


(١) الاستثمار الناجح في الأسهم للدكتور عيد مسعود الجهني ٩،١٠.
(٢) الادخار والاستثمار، تأليف بيار وماري براديل ص ١٠، ترجمة نهاد رضا ط. الأنوار ١٩٦٦.
(٣) منهج الادخار والاستثمار في الاقتصاد الإسلامي، د. رفعت العوضي ٦٦، ٦٧؛ وعمل شركات الاستثمار الإسلامية في السوق المالية د. أحمد محيي الدين ١٨، ١٩.
(٤) قاموس المورد إنجليزي – عربي (بيروت: دار العلم للملايين ١٩٧٠) ص ٤٧٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>