للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١- المناقصة العلنية (= الممارسة) . (١)

في حالات خاصة قد يحضر المناقصون إلى الإدارة صاحبة المناقصة لتقديم أسعارهم بصورة علنية، ويتناقصون في السعر إلى أن ترسو العملية (التوريد، المقاولة) على صاحب السعر الأقل. ومن مميزات هذه الطريقة أن أسعار المناقصين فيها مكشوفة، ويتناقصون فيها على بينة، حيث يكون سعر كل منهم معلوماً للآخر.

فالمناقصة العلنية تشبه المزايدة العلنية (= المزاد العلني) التي تتم بالنداء (= الصياح) . (٢)

٢- المناقصة السرية

الأصل في المناقصة أن تكون سرية، بحيث تتم بطريق تقديم المناقصين عروضهم وأسعارهم المكتوبة، ضمن مظاريف مختومة بالشمع الأحمر وموقعة. وتوضع هذه المظاريف في صندوق العطاءات المزود بقفلين وفتحة ملائمة لإدخال المظاريف دون إمكان استعادتها منها، كما مر وصفه.

١ -٧ ما الغاية من سرية المناقصة؟

١- المعلوم أن المزايدة المأثورة في الإسلام (سنة وفقهاً) مزايدة علنية. وكذلك المزايدة الشائعة قديماً.

٢- والمناقصة قد تكون علنية. لكن المناقصة العامة والسائدة حديثاً هي المناقصة السرية التي تقدم عروضها في مظاريف مختومة بالشمع الأحمر، لا يجوز لأحد آخر الاطلاع عليها قبل موعد فتح المظاريف.

٣- ومن الواضح أن العلانية في المزايدة والمناقصة تحقق الغرض منهما، وهو التنافس بين المشتركين فيهما للوصول إلى أفضل عرض.

٤- فما الغاية إذن من سرية المناقصات الحديثة؟ لم أجد أحداً من الكتاب أجاب عن هذا السؤال، بل لم أجد من طرحه.

٥- قد يجاب عن هذا السؤال بأن المناقصات الحديثة مناقصات فنية معقدة تحتاج العروض فيها إلى دراسة.

٦- لكن هذا الجواب غير كافٍ؛ لأن من الممكن أن يناقص المناقص دون أن ينزل عن حد أدنى معين، مبني على دراسة مسبقة.

٧- قد يكون الجواب أن المناقصة الحديثة تنطوي على كميات كبيرة من السلع أو الخدمات، وقد يخشى لسبب أو آخر في العلانية أو يندفع البعض للنزول إلى أسعار غير معقولة، فيتعثر التوريد أو التنفيذ. أما إذا كان السعر مدروساً وعادلاً وبعيداً عن حرارة المنافسة العلنية فإنه يضمن لصاحبه حدًّا من الربح، ويعينه على تنفيذ التزاماته.


(١) سموها ممارسة، ولم أفهم وجهاً لهذه التسمية. انظر الأسس العامة للعقود الإدارية ص ٦٣، والعقود الإدارية ص ١٤٩. والممارسة ترجمة للعبارة الفرنسية Marcie de gre a gre. ويبدو لي أن الترجمة غير موفقة، والأفضل منها فيما أعتقد: مراوضة، مساومة، ومماكسة، سيما إذا كانت الممارسة عبارة عن مساومة لا مزايدة ولا مناقصة (كما ذكر المعجم الوسيط ٢/٨٦٩) . أما إذا كانت الممارسة عبارة عن مناقصة محدودة، ولكنها علنية، فالأفضل أن تكون ترجمتها: "مناقصة علنية"، تمييزاً لها عن المناقصة السرية (العامة، والمحدودة) . وإذا كان هذا هو معنى الممارسة فإن العبارة الفرنسية تبدو غير مناسبة؛ لأن معناها: صفقة بالتراضي (مراوضة) . إن على المؤلفين في المناقصات والعقود الإدارية أن يبذلوا مزيداً من العناية باختيار وتحقيق وتمحيص مثل هذه المصطلحات.
(٢) الوسيط للسنهوري ٧/٤٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>