للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المقارنة بين الذرائع والحيل الفقهية

ومدى الوفاق والخلاف بينهم

الذرائع والحيل قاعدتان متشابهتان، والكلام فيهما متداخل، وهما يلتقيان أحيانًا ويفترقان أحيانًا ... لذلك يستدل لأحدهما بأدلة الأخرى، وأوفى من تكلم فيهما فقهاء ثلاثة، ابن تيمية، ابن القيم، والشاطبي.

فابن تيمية، وهو يتكلم عن الحيل ... وهو مقصود بحثه تكلم عن الذرائع بالتبع، واعتبر الذريعة إذا كان إفضاؤها إلى المحرم بقصد فاعلها من باب الحيل وبناء على تقسيمه تحصل الآتي:

١- توجد ذريعة ليست حيلة.

٢- توجد حيلة ليست ذريعة.

٣- توجد ذريعة هي حيلة.

فالحيلة تجتمع مع الذرائع عند القصد ... وكل منهما تفترق عن الأخرى بما عدا ذلك. وعليه فعنده باب الذرائع واسع من باب الحيل، بل الكلام في سد الذرائع واسع لا يكاد ينضبط.

وقال: والغرض هنا أن الذرائع حرمها الشارع، وإن لم يقصد بها محرم خشية إفضائها إلى المحرم، فإذا قصد بالشيء نفس المحرم كان أولى بالتحريم من الذرائع (١) .

أما ابن القيم: فجعل الحيل تابعة للذرائع ... وقدر أن العبرة في الشرائع بالمقاصد والنيات ... تكلم عن سد الذرائع وقرر أن اعتبارها بناء الأحكام عليها.


(١) الفتاوى الكبرى ج ٣ ص ٢٥٧

<<  <  ج: ص:  >  >>