للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفصل الثاني

الفرق بين الذريعة والسبب

وبين الذريعة والوسيلة المستلزمة للمتوسل إليه

أ - الفرق بين الذريعة والسبب:

لقد تقدم تفسير الذريعة لغة وشرعًا وهي التوسل بما هو مصلحة إلى مفسدة أو عكسه، أما السبب فسنيين معناه لغة وشرعًا، وأقوال العلماء في أوجه التشابه والتباين بينه وبين الذريعة.

السبب لغة:

قال الجوهري: هو الحبل وكل شيء يتوصل به إلى غيره وأسباب السماء: نواحيها (١) .

وقال ابن منظور: كل شيء يتوصل به إلى شيء غيره، وجعلت فلانا لي سببًا إلى فلان في حاجتي أي وصلة وذريعة.

وفسر ابن عباس: الأسباب في قوله تعالى: {إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ} [البقرة: ١٦٦] أي تقطعت المودة (٢) .

وقال القرطبي: الوصلات التي كانوا يتوصلون بها في الدنيا من رحم وغيره، عن مجاهد وغيره وأصل السبب الحبل يشد بالشيء فيجذبه ثم جعل كل ما جر شيئًا سبباً (٣) .

ويطلق السبب ويراد به الطريق كما في قوله تعالى: {ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا} [الكهف ٨٩) وفي قوله تعالى: {وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ (٣٦) أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى} [القصص: ٣٦: ٣٧] .


(١) ناتج اللغة ١ ص ١٤٥
(٢) لسان العرب ج٢ ص ٧٨
(٣) جامع أحكام القرآن ج٢ ص ٢٠٦

<<  <  ج: ص:  >  >>