للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١- محمد بن علي بن الحسين، قال عليه السلام (١) : وفي رواية محمد بن بحر (يحيى – خ) الشيباني عن أحمد بن الحرث قال: حدثنا أبو أيوب الكوفي، قال: حدثنا إسحاق بن وهب العلاف، قال: حدثنا أبو عاصم النبال عن ابن جريج، عن الضحاك، عن ابن عباس قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من منزل عائشة فاستقبله أعرابي ومعه ناقة، فقال: يا محمد تشتري هذه الناقة؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((نعم، بكم تبيعها يا أعرابي؟)) فقال: بمائتي درهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((بل ناقتك خير من هذا)) قال: فما زال النبي صلى الله عليه وسلم يزيد حتى اشترى الناقة بأربعمائة درهم قال: فلما دفع النبي صلى الله عليه وسلم إلى الأعرابي الدراهم ضرب الأعرابي يده إلى زمام الناقة، فقال: الناقة ناقتي والدراهم دراهمي، فإن كان لمحمد شيء فليقم البينة، قال: فأقبل رجل، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أترضى بالشيخ المقبل؟ فقال: نعم، يا محمد، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((تقضي فيما بيني وبين هذا الأعرابي؟)) فقال: تكلم يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الناقة ناقتي والدراهم دارهم الأعرابي)) فقال الأعرابي: بل الدراهم دراهمي والناقة ناقتي، إن كان لمحمد شيء فليقم البينة، فقال الرجل: القضية فيها واضحة يا رسول الله؛ لأن الأعرابي طلب البينة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((اجلس)) فجلس، ثم أقبل رجل آخر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((أترضى يا أعرابي بالشيخ المقبل؟)) قال: نعم، يا محمد فلما دنا قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((اقض فيما بيني وبين الأعرابي)) قال: تكلم يا رسول الله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((الناقة ناقتي والدراهم دارهم الأعرابي)) فقال الأعرابي: بل الناقة ناقتي والدراهم دراهمي، وإن كان لمحمد شيء فليقم البينة، فقال الرجل: ((القضية فيها واضحة يا رسول الله؛ لأن الأعرابي طلب البينة)) فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((أترضى بالشاب المقبل؟)) قال: نعم، فلما دنا قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((يا أبا الحسن اقض فيما بيني وبين الأعرابي)) فقال تكلم يا رسول الله، فقال: ((الناقة ناقتي والدراهم دراهم الأعرابي)) فقال الأعرابي: لا، بل الناقة ناقتي والدرهم دراهمي، وأن كان لمحمد شيء فليقم البينة، فقال علي عليه السلام: خل بين الناقة وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال الأعرابي، ما كنت بالذي أفعل أو تقيم البينة، قال: فضربه علي عليه السلام ضربة (فاجتمع أهل الحجاز على أنه رمى برأسه، وقال بعض أهل العراق: بل قطع منه عضوًا) ، قال: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ما حملك على هذا يا علي؟)) فقال: يا رسول الله نصدقك على الوحي من السماء، ولا نصدقك على أربعمائة درهم.


(١) من لا يحضره الفقيه، ج ٢، ص ٦١، ٦٢

<<  <  ج: ص:  >  >>