الحمد لله رب العاملين، وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
بعد شكر المنعم الجليل على ما أولى، واستمناحه التوفيق والتسديد فيما دعا إليه وهدى، يشرفني أن أقدم للأمة الإسلامية جمعاء العدد العاشر من مجلة مجمع الفقه الإسلامي، هذا المجمع الذي كان وليد قرار القمة الإسلامية الثالثة، والذي يترجم اهتمام قادة هذه الأمة بمختلف قضايا المسلمين، وحرصهم على دراستها حسب المنهج القويم الذي يعتمد الاجتهاد الجماعي، ويرتكز على البحث والنظر ومراعاة الأصلح والأقوم والسير في طلب الحلول الناجعة الإسلامية العملية على أساس من روح الشريعة ومقاصدها، ووفق مصدريها الأساسيين: كتاب الله الكريم والسنة النبوية الشريفة.
وإني لأنوه في هذا المقام بالجهود العظيمة التي يضطلع بها المجمع، وبما تعاقب لديه وتوافر من أعمال ودراسات وبحوث ومناقشات وآراء وقرارات، بدءا من دورته التأسيسية الأولى وإلى دورته العاشرة، ومن خلال اجتماعات مكتب المجلس وشعبه منفردة ومجتمعة. وهي دورات واجتماعات تسفر عن اجتهاد جماعي أصيل يسهم فيه الصفوة من علماء الأمة، وغير خاف أن مجمع الفقه الإسلامي يضطلع بمشاركة أعضائه العاملين وأهل النظر من رجال الفقه والفتوى والخبراء المختصين من اقتصاديين وفلكيين وأطباء ببحث الموضوعات وربط الجزئيات بالنصوص الشرعية من كتاب وسنة، وبالرجوع إلى طرق الاستنباط من إجماع وقياس ونحوها، قصد التوصل إلى الحلول الشرعية المناسبة، هدايةً للناس ولتوجيههم في أعمالهم وتصرفاتهم إلى أقوم سبيل.