ولقد جاء هذا العدد العاشر من مجلة المجمع، زاخرا بمادة علمية وفيرة، متضمنا دراسات قيمة لقضايا فقهية واقتصادية وطبية واجتماعية، يجد فيها الدارسون والباحثون- على اختلاف مشاربهم- ضالتهم المنشودة ورغبتهم في الاستزادة من العلم والمعرفة.
ومع صدور هذا العدد يصل عدد مجلدات المجمع إلى ثلاثين مجلدا، مما يشكل ثروة علمية تضاف إلى المكتبة الإسلامية الكبيرة؛ لتسهم في إنارة الطريق للأمة الإسلامية في حاضرها ومستقبلها. ولم يكن للمجمع أن يصل إلى أهدافه النبيلة لولا الدعم المتواصل الذي يلقاه من الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي، وخصوصا من دولة المقر التي لا تألو جهدا في تقديم العون المادي والمعنوي لمنظمة المؤتمر الإسلامي وأجهزتها ومؤسساتها. فلحكومات هذه الدول آيات الشكر والعرفان.
وإنه ليحدوني في هذا المقام التقدم بالشكر الجزيل إلى فضيلة الأمين العام للمجمع الدكتور محمد الحبيب ابن الخوجة، وإلى رئيس المجمع فضيلة الدكتور بكر بن عبد الله أبو زيد، وإلى أسرة المجمع، وأصحاب الفضيلة العلماء والفقهاء والخبراء، لما يبذلونه من جهود في سبيل خدمة دينهم وأمتهم.
وأطلب بهذه المناسبة، أن يعمم العدد الجديد وما تيسر من الأعداد السابقة من مجلة المجمع على أوسع نطاق ممكن، داخل العالم الإسلامي وخارجه، كي يتم الانتفاع من محتويات المجلة الانتفاع المرجو- في المستوى الأكاديمي وغير الأكاديمي- ذلك أن مثل هذا التعميم من شأنه أن يقرب بين المسلمين ويزيد في جمع صفوفهم، كما أن من شأنه أن يعرف غير المسلمين خارج العالم الإسلامي بحقيقة ديننا الحنيف وآفاقه الرحبة.
أسأل الله تعالى أن يجعل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم، وأن ينتفع به كل ذي حاجة إليه، وأن يلهمنا رشدنا ويمدنا بعونه للمضي قُدُمًا في خدمة ديننا الحنيف، وتحقيق النهضة لأمتنا الإسلامية المجيدة وتمكينها من مواجهة تحديات العصر.