للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أيها الجمع الكريم:

يسرني أن أنوه بما قام به هذا المجمع خلال الفترة القصيرة منذ تأسيسه، وبما قام به من بحوث علمية وما صدر عنه من قرارات وتوصيات. كما يسرني أن أشيد بما يقوم به هذا المجمع، وما يقوم به المجمع الفقهي الإسلامي التابع لرابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة؛ من جهود موفقة في البحث للوصول إلى فتاوى جماعية يطمئن إليها المسلمون في كل مكان، فقد لقيت جهودهما- ولله الحمد- القبول لدى المسلمين في أرض الله الواسعة، كما حظيت بالدعم والتأييد من حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز، حفظه الله، التي تستضيف مشكورة كلا من المجمعين، وتدعمهما مادياً ومعنوياً في إطار خدماتها العظيمة في سبيل الإسلام والمسلمين. فجزى الله خادم الحرمين الشريفين وحكومته الرشيدة خير الجزاء، وأثابهما على ذلك أجزل الثواب.

وإن الرابطة لتتطلع إلى المزيد من التنسيق بين المجمعين وغيرهما من الهيئات المماثلة، حيث بدأت تتسع فكرة إنشاء مجالس الإفتاء في مجتمعات الأقليات والجاليات الإسلامية في غير البلاد الإسلامية دون التنسيق المباشر مع علماء الأمة وهيئاتها المتخصصة، وهي مسؤولية ينبغي ألا تكون غائبة عن هذا المجلس الموقر، كما أن التعامل والاتصال مع الهيئات والمنظمات الدينية والمذهبية والفكرية غير الإسلامية؛ أصبح من الأمور التي تحتاج إلى ضبط من قبل المجامع الفقهية، حيث أصبحت حائرة بين الاندفاع والتوقف، وأضحت بحاجة إلى أن تقوم المجامع والهيئات العلمية الإسلامية بهذه المهمة، لأن الاتصال والتعامل أمر قائم ولا بد منه، ولأن تقوم المجامع بهذا خير من أن يترك لحماس ومواقف الجهات الإدارية في الهيئات والمنظمات الإسلامية.

كما تتطلع الرابطة من مجلسكم الموقر إلى حث الدول الإسلامية بصفة مستمرة للأخذ بقراراته وتوصياته، كما أهيب بهذا المجلس الوقوف بحزم أمام محاولات فرض عقوبات دولية على الدول التي تطبق الأحكام الشرعية الإسلامية، حيث إن مجلسكم يمثل الدول الإسلامية بصفة رسمية.

وختاما لا يسعني إلا أن أتقدم بوافر الشكر والتقدير للقائمين على هذا المجمع الموقر، وعلى رأسهم فضيلة الرئيس د. بكر أبو زيد، وفضيلة الأمين العام د. محمد الحبيب ابن الخوجة، وأعضاء المجلس الكرام، وأسأل الله تعالى أن يوفق الجميع لخدمة دينه وإعلاء كلمته، وأسأله سبحانه كما جمعنا لخدمة دينه أن يجمعنا في دار كرامته، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

<<  <  ج: ص:  >  >>