تَحَدُّثًا بنعمة الله- تعالى- على هذه البلاد وعلى سائر بلاد العالم الإسلامي وجود هذا المجمع الذي أثرى الحياة العلمية بجوانب متعددة منها ما يزيد عن أربعمائة بحث أنتجت نحو مئة قرار في مختلف القضايا الفقهية, في أمل من آمال الأمة تزف به عاجل البشرى إلى المسلمين في علاج داء من أدوائها لتمسح عن الأمة عن محيا وجهها بعض ما ألَمَّ بها في بعض من قضاياها، لإخراجها من عنوستها والبحث عن الحلول والبدائل لها، كل هذه تجري - بحمد الله- على قال الله تعالى، قال رسوله صلى الله عليه وسلم، قال الصحابة رضي الله تعالى عنهم، قال التابعون لهم بإحسان المستضيئون بنور السنة والقران.
ولهذا، فهذا المجمع بحمد الله- وليس معصوما- لا مجال فيه للفتاوى الطائرة، التي تسلق فيها الفتاوى من غير بحث ولا روية ولا سداد رأي، ولا مجال فيه للفتاوى المغتصبة التي ينابذ فيه الإسلام ,ويهرع فيها إلى القول الشاذ، ولا مجال فيه إلى العود على قراراته بالنكث بعد الإبرام. هذه مسيرة مشى عليها المجمع، ولهذا اكتسبت قراراته الثقة في العالم الإسلامي على مستويات متعددة.
صاحب السمو الملكي:
أيها الجمع الكريم:
أبدي خالص الشكر والتقدير لجميع أعضاء هذا المجمع ورجاله وباحثيه وخبرائه والعاملين فيه، وفي مقدمتهم معالي الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي، الشيخ محمد الحبيب ابن الخوجة على ما أولاه ويوليه من تتبع دقيق لسير العمل في أمانة هذا المجمع، وحتى بلغت دوراته عشرا في عمره الذي بلغ نحو أربعة عشر عاما، وإنما النسيء هنا زيادة في الخير، والله يحفظنا وإياكم بالإسلام.