وإنا بعد هذا العرض لجملة من نشاطات المجمع التي ملأت ما بين المؤتمرين التاسع والعاشر لنلفت نظر حضراتكم إلى طبيعة الموضوعات الجديدة المطروحة على هذه الدورة.
فمنها الشرعي الفقهي العبادي مثل الذبائح والطرق الشرعية للذكاة, وهي القضية التي مازال أهلونا من الجاليات الإسلامية بأوروبا وغيرها يلقون العنت لاختلاف السبل فيها، فيسائلون ويستفتون، ويتطلعون إلى حسم يزيل اللبس ويملأ النفوس طمأنينة.
ومنها المفطرات التي تزداد مع الأيام تعقيدا لما لها من علاقة وارتباط بأحوال المرضى وبطرق العلاج, فاحتاجت إلى مزيد من الدرس والتشاور مع أهل الذكر لتطبيق الأحكام الشرعية على الوجه المطلوب في ركن من أركان الدين وشعيرة من شعائر المسلمين.
ومنها مستجدات علمية وابتكارات ثورية كقضية الاستنساخ, وهي قضية الساعة التي أثارتها البحوث البيولوجية والاختراعات في مجال الهندسة الوراثية، ودفعت بالناس عامتهم وخاصتهم إلى التساؤل عنها، والرجم بالغيب فيها، وإبداء الرأي حولها, وهي تتطلب قبل كل شيء تجلية مواقف العلماء منها بما يكشف عن حقيقتها، ويرشد إلى منافعها، وينبه على مضارها، فيسلك الفقهاء فيها مسلكا ينسجم مع التقدم العلمي، ويسير على الهدي الديني يزن الاستنساخ بميزان الشرع.