المستجدات الطبية التي قد تؤثر على صحة الصيام، منها ما تعرض له العلماء بالبحث والإفتاء، فتباينت بشأنه آراؤهم، والأمر - بعد - يتطلب اتخاذ موقف موحد - ما أمكن - يلتزم به المفتون، ومنها ما لم يتعرض له أحد - على حد علمي - فصار لزاما علينا بيان حكمه.
وهذه المؤثرات، منها ما يدخل بدن الصائم عن طريق منفذ طبيعي، ومنها ما يدخل البدن عن طريق غير معتاد، ومنها ما يستخرج من البدن عن أي طريق.
وهكذا يمكن تقسيم البحث إلى مطالب ثلاثة:
في المطلب الأول: نتعرض لحكم ما يدخل البدن عن طريق المنافذ.
وفي المطلب الثاني: نبحث حكم ما يدخل البدن عن طريق غير معتاد.
وأما المطلب الثالث: فنخصصه لبيان حكم ما يستخرج من البدن.
والفرض في كل هذه الأمور أن الصائم متعمد ومختار فيما يقوم به منها أثناء فترة الصوم، وأنه - حتى لو كان من ذوي الأعذار - يريد أن يتم صومه على حد قوله:{وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ} . [البقرة: ١٨٤]