للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢ - العلك:

تكلم الفقهاء في هذه المسألة عندما كان العلك مادة طبيعية لم تدخلها الصنعة، وقالوا: إن تفرق وتفتت بالمضغ فوصل منه شيء إلى الجوف، بطل الصوم (١) ، وإن كان قويًّا - كالمطاط الرخو - فإنه يكره ولا يبطل الصوم، وعلى الكراهة حمل قول أم حبيبة رضي الله عنها: " لا يمضغ العلك الصائم ". (٢) وقول عطاء: " ولا يمضغ العلك، فإن ازدرد ريق العلك لا أقول إنه يفطر، ولكن ينهى عنه ". (٣)

ومعظم العلك الموجود في هذه الأيام من النوع الصناعي، فهو يحتوي على مواد سكرية وطعم الفواكه أو النباتات، وصبغات طبيعية أو مصنعة كيميائيا، وكل هذا يتحلل داخل الفم عندما يختلط باللعاب الذي يتكون من أكثر من ٩٩ % من الماء + أملاح غير عضوية (مثل البيكربونات والفوسفات وكربونات الكالسيوم) + مواد عضوية (مثل أنزيم الأميليز اللعابي والتيالين) ، ويصل مع اللعاب إلى الجوف. (٤)

فيا حبذا لو أدرك المفتون هذه الحقيقة، وشددوا في النهي عن العلك للصائم سدا للذريعة، وخاصة إذا لاحظنا أن التجارب الطبية أثبتت أن مضغ العلك يمكن أن ينهي إفراز المعدة، وبذلك يعرقل عملية الهضم، وخصوصًا بالنسبة إلى البروتينات، كما أن العلك ينهك الغدد اللعابية، ويستنفد بعض طاقات الصائم، ولذلك ينصح الأطباء الصائم بالابتعاد عن استعمال العلك. (٥)


(١) الشيرازي، المهذب: ١/ ١٨٦؛ ابن قدامة، المغني: ٣/ ١٠٩
(٢) رواه البيهقي وغيره.
(٣) البخاري: ٢/ ٢٣٥
(٤) محمود وهانئ البرعي، تشريح ووظائف أعضاء جسم الإنسان، ص ٨١ - ٨٢
(٥) هـ. م. شيلتون، التداوي بالصوم، ص ١٣٧

<<  <  ج: ص:  >  >>