للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلابد أولًا من ذكر هذه الأمور الأربعة كمقدمة للبحث، فنقول بتوفيق من الله العزيز العلام:

المقدمة الأولى: الإشارة إلى بعض النصوص.

فمن الكتاب العزيز قوله تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ} [البقرة: ١٨٧]

ودلالة الآية الكريمة على مفطرية الأكل والشرب مما لا ريب فيه، وإنما الذي لابد من التعرض له هو تحقيق كلمتي الأكل والشرب، وإثبات إطلاقهما.

المقدمة الثانية: في تحقيق حقيقة كلمتي الأكل والشرب.

الأكل في اللغة:

قال الراغب في المفردات (١) : " الأكل تناول المطعم ".

وقال الزبيدي في تاج العروس (٢) : " أكله أكلًا ومأكلًا، قال ابن الكمال: الأكل إيصال ما يمضغ إلى الجوف ممضوغًا أو لا، فليس اللبن والسويق مأكولًا، قال المناوي: وفي كلام الرماني ما يخالفه حيث قال: الأكل حقيقة بلع الطعام بعد مضغه، قال: فبلع الحصاة ليس بأكل حقيقة ".

وقال أحمد بن فارس في معجم مقاييس اللغة (٣) : " أكل: الهمزة والكاف واللام باب تكثر فروعه، والأصل كلمة واحدة ومعناه: التنقص، قال الخليل: الأكل معروف ".

وقال جلال الدين الخزرجي في لسان العرب (٤) : " أكلت الطعام أكلًا ومأكلًا، وقال ابن سيده: الطعام يأكله أكلًا ".

وقال الجوهري في الصحاح (٥) : " أكل: أكلت الطعام أكلًا ومأكلًا ".

وفي المصباح المنير للفيومي (٦) : " الأكل معروف - إلى أن قال - قال الرماني: " والأكل حقيقة بلع الطعام بعد مضغه فبلع الحصاة ليس بأكل حقيقة ".


(١) ص ٢٠
(٢) ١/ ١٩
(٣) ١/١٢٢
(٤) ١١ / ١٩
(٥) ٤/ ٢٤١
(٦) ١/ ١٠

<<  <  ج: ص:  >  >>