في جسم الإنسان تجاويف عدة، فهي لا تقتصر على التجويف البطني الذي يطلق عليه في العادة لفظ الجوف، فهناك التجويف الصدري، وهو مغطى بالغشاء البلوري ويحوي الرئتين، ولكل رئة غشاء بلوري، وهو غشاء مصلي رقيق محيط بالرئة، وآخر متصل بالقفص الصدري. كما أن في التجويف الصدري: القلب، ويقع في وسط التجويف مائلًا قليلًا إلى جهة اليسار. والقلب مغطى بغشاء يسمى التامور والغشاء الخارجي منه غليظ سميك، أما الداخلي المحيط بعضلة القلب فهو رقيق.
وفي القلب ذاته أربعة تجاويف فهناك الأذينان (الأيمن والأيسر) في أعلى القلب، وفي كل واحد منهما يتجمع فيه الدم، كما أن البطينان (الأيمن والأيسر) وهما أكبر وأغلظ من الأذينان، ومن الأيمن يضخ الدم إلى الرئة، ومن الأيسر يضخ الدم إلى كافة أجزاء الجسم. وقد كان القدماء يعتقدون أن الروح (الحيواني) تتولد في البطن الأيسر من القلب، إلى أن جاء ابن النفيس القرشي وشرح الحيوان والإنسان، وقال: أن الدم يذهب من البطن الأيسر إلى الرئتين، ثم يعود منها بعد أن يخالطه الروح (الهواء) ويتصفى فيعود إلى البطن الأيسر الذي يضخ الدم إلى كافة أجزاء الجسم عبر الشريان الأورطي (الأبهر) . وقد سبق بذلك وليام هارفي بأربعة قرون في وصف الدورة الدموية ... وللأسف فإن الغرب يرجع الفضل في هذا إلى وليام هارفي ويتناسى ابن النفيس.
وفي عظام الوجه تجاويف عدة تعرف بالجيوب الأنفية، وهي ترخم الصوت وتخفف من وزن الرأس، ولها إفرازات هي التي تصل إلى البلعوم
الأنفي nasopharynx ومنه إلى البلعوم الفموي Oropharynx المعروف بالحلق. وهذه الإفرازات هي التي كان القدماء يظنونها تأتي من الدماغ ويقولون: أن البلغم (أي أن هذه الإفرازات) مادة باردة تنزل من الدماغ. وهناك نوع آخر من البلغم يصعد من الشعيبات (القصبات) الرئوية ويصل إلى الحلق. وهي إفرازات مخاطية تدفعها شعيرات دقيقة في القصبات الرئوية إلى أعلى، لكي تطرد المواد الغريبة مثل ذرات الغبار والدخان والميكروبات حتى لا تصل إلى الحويصلات الهوائية (alveoli) والتي يطلق عليها أيضًا الأسناخ الرئوية.