(الثاني) وهو مرحلة غير إرادية، وتشمل مرور البلعة في البلعوم إلى المريء. وهو دور سريع جدًا، وفي أثنائه ترفع اللهاة لتكون بمثابة حاجز بين البلعوم الفمي والبلعوم الأنفي، وتنقبض عضلات مدخل الحنجرة حتى لا يدخل شيء من الطعام أو الشراب إلى الحنجرة , وإذا حدث ذلك فهو الغصة أو الشرقة.
وإذا كانت البلعة كبيرة وحدث خلل في عملية البلع لأي سبب فإن هذه البلعة قد تسد مجرى الهواء في الحنجرة، وإذا لم يتم إخراجها بسرعة وذلك بالضغط على البطن بقوة، وعادة ما يأتي المسعف من الخلف، ويضع يده حول البطن ويضغط بسرعة وبقوة حتى يرتفع الحجاب الحاجز ويزداد الضغط حتى يتم إخراج البلعة (قد تكون قطعة معدنية أو غيرها) فإذا تعذر ذلك توجب إيجاد فتحة في القصبة الهوائية tracnea، حتى يتم التنفس عبرها وفي تلك الأثناء أو بعد إيجاد الفتحة في القصبة الهوائية يتم إخراج البلعة التي سدت الحنجرة. وقد تحدث وفيات بسبب خطأ في عملية البلع في هذه المرحلة عند عدم وجود مسعفين وأطباء.
(الثالث) وهو دور غير إرادي أيضًا، وتنزح فيه البلعة من البلعوم إلى المريء، ومن المريء إلى المعدة بواسطة حركات المريء الدودية. وتمر البلعة من المريء إلى المعدة عبر الفتحة الفؤادية، والتي تتحكم فيها لا إراديًّا العضلة العاصرة الفؤادية.
ويتفق جمهور الفقهاء، على أن وصول الطعام أو الشراب أو الدواء أو الدخان أو غيرها إلى البلعوم ومنه إلى المريء مفسد للصيام إذا كان الفعل لذلك متعمدًا.