للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بل إذا تجمع الريق (Saliva) في الفم وبلعه الإنسان متعمدا يعتبر قد أفسد صومه (وهو رأي كثير من الفقهاء) , كذلك إذا صعد من المريء سائل (أو من المعدة) وهو القيء، فإذا كانت عملية القيء متعمدة فقد أفطر من استقاء، وأما من ذرعه القيء فليتم صومه؛ للحديث الشريف الذي رواه أبو هريرة: ((من ذرعه القيء وهو صائم فلا قضاء عليه، ومن استقاء فليقض)) (١) وحديث أبي الدرداء أن النبي صلى الله عليه وسلم قاء فأفطر (٢)

ومن ذرعه القيء أو تجمع في فمه إفرازات صاعدة من المعدة أو المريء water brash أو من الجهاز التنفسي (من القصبات الهوائية أو من الأنف) ثم بلعها متعمدًا فقد أفطر وفسد صومه.

وقد اتفقت المذاهب الأربعة أن من غلبه القيء ولم يرجع منه شيء

لحلقه، وبالتالي لم يبتلعه مرة أخرى: لا شيء عليه، وصيامه صحيح ... أما من تعمد القيء (أي استقاء) فإنه يفطر ويفسد صومه وعليه القضاء. وكذلك من ذرعه القيء ولكنه ابتلع شيئًا من المادة التي وصلت إلى فمه، فإنه بذلك يفسد صومه وعليه القضاء. وفي هذه النقطة الأخيرة خلاف بين الفقهاء ليس ها هنا محل تفصيله.

المثانة: عبارة عن عضو عضلي أجوف، وهي كيس لخزن البول الذي تفرزه الكليتان وينزل منهما عبر الحالبين، وتقع المثانة في الحوض الحقيقي خلف الارتفاق العاني، بحيث تكون قمتها إلى أعلى وأمام، بينما تكون قاعدتها من الخلف وعنق المثانة أسفلها وتتصل بالقناة البولية.

وإذا امتلأت المثانة أخذت شكلًا كرويًّا، وقد ترتفع من الحوض حتى تصل إلى تجويف البطن فيمكن آنذاك فحصها من البطن، واستخراج البول منها مباشرة عن طريق إبرة أو قسطرة عبر جدار البطن.

وتتصل المثانة من أسفل بقناة مجرى البول التي تعرف بالإحليل Urethera وهي تتحكم في التبول بواسطة عضلات عاصرة. والعضلة العاصرة المثانية غير إرادية، ولكن تأتي بعدها عضلة عاصرة إرادية.


(١) رواه الدارمي وأصحاب السنن وابن حبان والحاكم والدارقطني. واختلف فيه أهل الحديث، وضعفه أكثرهم. انظر كتاب فقه الصيام، للدكتور الشيخ يوسف القرضاوي، ص ٧٦ -٧٧
(٢) رواه أحمد وأصحاب السنن وابن حبان والدارقطني والحاكم والبيهقي والطبراني. وقد اختلف في إسناده أيضًا. ولا يدل على أن القيء مفطر بذاته (انظر كتاب فقه الصيام، للقرضاوي) .

<<  <  ج: ص:  >  >>