للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(٥) ما يدخل إلى الجهاز البولي: وهو إدخال دواء أو قسطرة في الإحليل - مجرى البول في الذكر أو الأنثى - وإيصاله إلى المثانة، فذلك كله ليس جوفًا بالمعنى الذي حددناه في موضوع الصيام، ولا علاقة له بالجهاز الهضمي الذي حددنا به الجوف المقصود بالصيام، وكذلك لا علاقة له بالمهبل إذ فتحة مجرى البول في المرأة بعيدة عن فتحة المهبل، وبالتالي فإن إدخال قسطرة أو منظار إلى الجهاز البولي أو إدخال سائل أو دواء أو غيره إلى المثانة لا يعتبر مفسدًا للصيام (خلافًا للشافعية الذين يرون أن إدخال الدهن أو الدواء أو السائل إلى الإحليل ومنه إلى المثانة مفسدا للصيام) .

(٦) ما يصل عبر الأذن: أوضحنا فيما سبق أن لا صلة مباشرة بين الأذن الخارجية وبين البلعوم (الحلق) وبالتالي فإن نبش الأذن أو إدخال عود فيها أو وضع دواء سائل أو ماء أو غيره لا يصل إلى البلعوم طالما أن الطبلة سليمة , والطبلة مثل الجلد تمامًا في تركيبها، وتشربها الدواء أو السائل مثل تشرب الجلد، وتدخل في حكمه، لذا فإن ما يوضع في الأذن ليس سببًا للإفطار، ولا يصل إلى الجوف (المقصود الجهاز الهضمي) .

أما إذا كانت الطبلة مخروقة فإن السوائل قد يصل منها شيء يسير إلى الأذن الوسطى، ومنها عبر القناة السمعية البلعومية (قناة إستاكيوس) إلى البلعوم الأنفي كما قد مر معنا، ومن البلعوم الأنفي إلى البلعوم الفموي، ومنه إلى المريء فالمعدة , وإن كانت الكمية التي يمكن أن تصل عبر هذا الطريق ضئيلة جدا، فإن ذلك قد يكون سببًا للإفطار وإفساد الصوم.

<<  <  ج: ص:  >  >>