(٣) ما يدخل إلى الدبر: وهو الحقنة الشرجية ومنظار الشرج وإصبع الطبيب، والفرزجات (اللبوس) , والدبر متصل بالمستقيم، والمستقيم متصل بالقولون وهو المعي الغليظ. يبدأ بالقولون السيني sigmoid Colon ثم القولون النازل Descending Colon ثم القولون المعترض Transverse colon ثم القولون الصاعد Ascending colon ثم الأعور، ومنه إلى الأمعاء الدقيقة. ويمكن امتصاص الدواء أو السوائل منها، وهي جزء من تعريفنا للجوف وهو الجهاز الهضمي، وعليه فيبدو - والله أعلم - أنها سبب لإفساد الصيام وإفطار المريض.
(٤) ما يدخل عن طريق الجهاز التناسلي للمرأة: وفيه المهبل Vagina وهو الذي يطلق عليه الفرج والقبل، وقد أسلفنا القول إنه ليس بالتجويف على الحقيقة، بل الجداران الأمامي والخلفي ملتصقان، ولكنهما مرنان فيسمحان بدخول الذكر أو نزول الجنين أو الدم أو إدخال منظار أو إصبع أو فرزجة، ويمكن امتصاص الدواء من المهبل، وتستخدم بعض الأدوية لهذا الغرض بواسطة الفرزجات (اللبوس، التحاميل) أو بواسطة ما يسمى دوش مهبلي (غسيل المهبل) ... إلخ، ولولا أن المهبل هو مكان الجماع وإدخال الحشفة فيه مسبب للإفطار بالجماع (إذا كان ذلك عمدًا في نهار الصيام) ، فإنه من اليسير القول بأن المهبل ليس الجوف المراد في موضوع الصيام، ولا علاقة له بالجهاز الهضمي.
أما إدخال المنظار أو اللولب إلى الرحم فإنه لا يعد جوفًا وليس محل للجماع، إذ القضيب لا يدخل الرحم على الإطلاق، وإنما يبقى في المهبل فقط والرحم بعيد عنه , ولا شك إذن أن ذلك ليس من الجوف المقصود به الصيام وهو بعيد كل البعد عنه، فلا يكون إذن سببًا للإفطار وإفساد الصيام.