ولا بد أن نبدأ بتعريف الجوف المقصود بأحكام الصيام:
ما هو الجوف؟
الجوف لغة: كل شيء مجوف. جاء في الصحاح:" جوف الإنسان بطنه، والأجوفان: البطن والفرج، والجائفة الطعنة التي تبلغ الجوف، وقد جاء في الحديث الشريف:((لا تنسوا الجوف وما وعى)) . أي ما يدخل إليه من الطعام والشراب ويجمع فيه ".
والحقيقة أنه لم يرد في القرآن الكريم ولا في السنة المطهرة أي نص على الجوف في موضوع الصيام.
ولكن المتقدمين من الفقهاء - جزاهم الله خيرًا - وقعوا في التباس عندما فسروا (الجوف) بأنه كل ما يسمى جوفًا، وإن لم يكن مكان الطعام والشراب. فاعتبروا الدماغ جوفًا، وليس هو مكان طعام ولا شراب , وأن من كان برأسه مأمومة (إصابة بالدماغ) فوضع عليها دواء فوصل خريطة الدماغ أفطر ... واعتبروا الإحليل جوفًا وما هو بموضع طعام ولا شراب، ولا علاقة له بالجهاز الهضمي , وكذلك اعتبروا المهبل جوفًا والمثانة جوفًا وهكذا. والفقهاء معذورون في ذلك فربما كان بعض ذلك ناجمًا عن عدم درايتهم بتشريح الجسم في ذلك الحين.
أما الآن فليس هناك أدنى شك في أن الدماغ لا يرتبط بالجهاز الهضمي، وأن المثانة والإحليل لا علاقة لهما بالجهاز الهضمي، وأن المهبل والرحم منفصلان كليًّا عن جهاز الهضم.
وعليه فإن ما ذكره الفقهاء من أن المأمومة ومداواتها أو إدخال شيء في الإحليل أو المثانة يفطر: لا أساس له من الصحة.
والذي أراه هو أن الجهاز الهضمي هو الجوف المقصود في الصيام فهو موضع الطعام والشراب، وكل ما يدخل إلى الجهاز الهضمي متجاوزًا الفم والبلعوم يكون سببًا للإفطار ومفسدًا للصيام.