تنفتح القناة الدمعية التي تخرج من جوف العين على الأنف، عبر فتحة فيه , وبالتالي فإن وضع قطرة في العين تصل إلى الأنف ومنه إلى البلعوم , ولا بد هنا من توضيح بعض النقاط: فجوف العين لا يتسع لأكثر من قطرة واحدة فقط، وكل ما زاد عن ذلك تلفظه العين إلى الخارج فيسيل على الخد , ومن المعروف أن أطباء العين يصفون وضع قطرة أو قطرتين في العين كل ٤ - ٦ ساعات مثلًا.
ولكي نتمثل كمية هذه القطرة الواحدة لا بد أن نذكر بأن الميلي ليتر الواحد يحتوي على ١٥ قطرة وأن ملعقة الشاي الصغيرة تحتوي على ٥ ميلي ليتر من السائل , وعليه فإن القطرة الواحدة التي توضع في العين تبلغ جزءًا من ٧٥ جزءًا مما تحتويه ملعقة الشاي الصغيرة من السائل , وهذه تعتبر كمية ضئيلة جدًّا , وهي بلا شك أقل بكثير مما يتبقى في الفم بعد المضمضة أو مما يدخل في الأنف أثناء الاستنشاق.
وقد أقر الفقهاء المضمضة أثناء الصيام ولو كانت للتبرد , ولا بأس بالاستنشاق ما لم يبالغ , فقد نهى الرسول عليه الصلاة والسلام عن المبالغة في الاستنشاق , وينبغي أن نتذكر أيضًا أن المسواك يحتوي على ثمانية مواد كيميائية تقي الأسنان واللثة مما قد يعتريها من أمراض , وهذه المواد تنحل باللعاب وبالتالي تدخل إلى البلعوم , وقد جاء في صحيح البخاري عن عمر بن ربيعة قال:((رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يستاك وهو صائم ما لا أحصي ولا أعد)) . والحقيقة أن كمية قطرة العين التي تعارف عليها الأطباء كمية زهيدة جدًّا، وما يتذوق من طعمها المر فإنما يتذوق في مؤخرة اللسان، حيث أن الحليمات الذوقية موجودة في اللسان فقط , وفي ظني أن قطرة العين لا تفسد الصيام، والله أعلم.
ما يدخل عبر الأنف والمجاري التنفسية:
ذكرنا أن الأنف يتصل في نهايته بالبلعوم الأنفي , وأن ما يدخل عبر الأنف أو الجيوب الأنفية يمكن أن يصل إلى البلعوم الأنفي,