الغسيل الكلوي:
يتم غسيل الكلى عادة بطريقتين:
الأولى: تتم بواسطة آلة خاصة تسمى (الكلية الاصطناعية) وفيها يسحب الدم إلى هذا الجهاز، حيث تتم تصفيته من البولة الدموية والمواد المؤذية الأخرى، ومن ثم يعاد إلى الجسم عن طريق الوريد. وهناك عدة أنواع من جهاز الكلية الاصطناعية لا مجال لبحثها في هذه الخلاصة , ولكن الأمر الهام هنا هو أن المريض قد يحتاج إلى سوائل مغذية تعطى عن طريق الوريد , وعليه فالذي أراه أن الغسيل الكلوي عن طريق الكلية الاصطناعية مفسد للصوم.
والطريقة الأخرى لغسيل الكلية تتم عن طريق الغشاء البريتواني في البطن، حيث يدخل أنبوب عبر فتحة صغيرة يحدثها الطبيب في جدار البطن فوق السرة , ومن ثم يدخل عادة ليتران من السوائل التي تحتوي على نسبة عالية من سكر الغلوكوز إلى داخل جوف البطن، وتبقى هناك لفترة ثم تسحب مرة أخرى، وتكرر هذه العملية مرات عديدة في اليوم الواحد , ويتم أثناء ذلك تبادل الشوارد والسكر والأملاح الموجودة في الدم عبر البريتوان , ومن الثابت علميًّا أن كمية من سكر الغلوكوز الموجودة في السائل الذي يوضح في داخل جوف البطن تدخل إلى دم الصائم عبر الغشاء البريتواني، وهذه برأيي في حكم السوائل المغذية , وبالتالي أرى أن هذا النوع أيضًا من غسيل الكلى مفسد للصوم.
ما يتعلق بالأوردة والعضلات:
يتفق الفقهاء على أن الفصد لا يفسد الصوم، وبالتالي فإن سحب الدم لإجراء الفحوص المخبرية أو لإسعاف مريض به لا يفسد الصوم , أما إذا سبب الضعف للصائم أصبح مكروهًا. وقد اختلف الفقهاء في موضوع الحجامة.
وأما الحقن العضلية أو تلك التي تعطى تحت الجلد فلا تفسد الصوم سواء كانت للعلاج أو للتطعيم (اللقاحات) , ولكن هناك نوعًا من الإبر تعطى تحت الجلد وتسبب الإقياء وتدعى (أبومورفين) تعطى في حالات التسممات الدوائية، وهذه حكمها حكم من يتعمد الإقياء.
وأما نقل الدم: لإسعاف المريض فلا يفسد صومه، فلا علاقة له بالجهاز الهضمي. وأما الحقن بالوريد فإن كانت للعلاج ولا تحتوي على مغذٍّ فلا تسبب الإفطار , أما تلك التي تحتوي على مغذ (كالسيروم) فيمكن أن تغني عن الطعام والشراب، وبالتالي فهي سبب للإفطار.
وأما ما يدخل الشرايين والأوردة من قسطار لإجراء تصوير شعاعي لتلك الشرايين أو الأوردة، أو لإجراء القسطرة القلبية وما يتضمن ذلك من حقن مادة ملونة فليست سببًا للإفطار.
ما يصل الجسم عن طريق الجلد:
لا شك أن الأدهان الجلدية والمروخات واللصقات الجلدية (مثل لصقة نيترودرم) التي تعطى للمصابين بالذبحة الصدرية؛ كلها تمتص عن طريق الجلد، ولكن ذلك لا علاقة له بالجهاز الهضمي، ولا تسبب إفساد الصوم.
هذا ما رأيته بالنسبة لموضوع التداوي والمفطرات , فإن أصبت فالمنة لله وحده، وإن زللت فمن نفسي، والله الهادي إلى سواء السبيل.
د. حسان شمسي باشا