للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشيخ إبراهيم الغويل:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.

أولًا بما أنني آخذ الكلمة لأول مرة فلا بد أن أحيي رئيسنا الشيخ أو الشيخ الرئيس والحبيب الأمين العام لهذا المؤتمر على جهدهم المتواصل لوضعنا دائمًا في مستجدات الأمور والبحث عن تأصيلها في فقهنا وفي شريعتنا.

أود أن أتحدث في الموضوع محل البحث وكلمة Credit في الحقيقة هي أقرب إلى كلمة (الدائنة) باللغة الإنجليزية، ولكن هذا البحث العظيم في الحقيقة والموصل أعجبني كثيرًا وقرأته أكثر من مرة من حين وصوله إلي في البلاد هناك وهنا، وأتمنى دائمًا أن تكون محاولة تكوين التصور عن الأمور التي نريد أن ننزل عليها حكم الشرع دائمًا موضَّحة ومؤصَّلة، بل إنني وددت لو أن شيخنا أبو سليمان قد توسع فيما بدأ به في الصفحة السادسة حينما قال: (نشأ نظام البطاقات وتطورت أنظمته ولوائحه في البلاد الغربية على أساس الاقتصاد الرأسمالي بفلسفته وأساليبه، وبلغ من الإحكام بحيث لم يترك منفذًا إلا سلكه أو طريقًا للربح - والأولى للاستغلال - من حامل البطاقة إلا قننه ونفذ إليه) . ولو أنه توقف عند هذه الفقرة وتوسع فيها فتحدث عن النشأة والتطور وبلوغ درجة الإحكام لكشف ما أوجزه شيخنا الرئيس بكلمة رائعة في حديثه الآن حينما قال: إنه نظام جاء ليضيف كارثة المديونية الشخصية إلى كارثة المديونية العالمية للدول الإسلامية والمستضعفة.

النظام الرأسمالي أصلًا الذي نشأ فيه هذا النظام وتطور من خلاله واكتمل عنده يقوم على فكرة المديونية أو الدائنية أصلًا، ومن هنا كلمة الائتمان، لأن النظام يقوم على فكرة إيهام العاملين الطالبين للمنتجات أن في يدهم أكثر مما هو في الحقيقة، ومن هنا جاءت فكرة الدائنية التي تقدمها الدول الغربية إلى العالم الثالث، وجاءت فكرة بطاقات الائتمان لإيهام صاحب المال أن لديه أكثر مما في يده، لأن النظام يقوم أصلًا على الفكرة التالية: إن كان بائع المواد الأولية مثلناه في (أ) مثلًا وباع بما يساوي ٥٠٠ وحدة سواء ملايين أو بلايين أو ما شئنا من الأرقام، العاملون جميعًا مثلناهم بمجموعة واحدة (ب) مثلًا فهو يعطيهم مثلًا ٥٠٠ وحدة من الملايين أو البلايين , مجموع المنتجات ستكون مساوية لكمية النقد، لأن الأصل في النظرية الاقتصادية أن مجموع المنتجات يساوي عرض النقود، فسيكون عرض النقود هو مئة ألف من الوحدات التي اتفقنا عليها من الملايين أو البلايين أو التراليين، في هذه الحالة الرأسمالي لكي يكسب لا بد أن يوهم الذين عندهم ألف وحدة أنهم يملكون أكثر من ذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>