للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم في عام ١٩٩٣ م حيث تمكن (جيري هال وروبرت ستلمان) العالمان الأميركيان من إنجاز علمي كبير كشفا عنه خلال اجتماع جمعية الخصوبة الأمريكية بمدينة منتريال بكندا في أكتوبر، وهذا الحدث قد تناول جنين الإنسان رأسًا، وقد حصل هذا الإنجاز العلمي على جائزة أهم بحث في المؤتمر، ثم أعقبه زوبعة من الاعتراضات.

وهذا الإنجاز العلمي يطلق عليه اسم (الاستتئام) لأنه يحاول إيجاد التوائم البشرية بطريقة علمية سيأتي شرحها.

ثم في عام ١٩٩٥ تمكن علماء يابانيون من دمج خلية جنينية (بييضة) مع خلية جسدية عن طريق تيار كهربائي ليحصلوا لأول مرة في تاريخ الإنسان على نسل لم يتم بالمعاشرة الجنسية (أي طريق تلقيح البييضة بالحيوانات المنوية) .

والخلاصة: في العشرة الأخيرة من القرن العشرين شهد العالم حدثين مهمين:

الأول: ما حدث سنة ١٩٩٣ م على يد العالمين الأمريكيين وهو (الاستتئام) .

والثاني: ما حصل سنة ١٩٩٧ م من استنساخ النعجة (دولي) على يد البروفسور (آيان ويلموت) العالم الأسكوتلندي مع خبراء من معهد روزلين في مدينة أدنبرة البريطانية، وهذا يعتبر تعميقًا لما عمله العلماء اليابانيون من دمج خلية جنينية مع خلية جسدية عن طريق التيار الكهربائي.

والآن سنشرح كلا الحدثين المهمين مع رأي الفقه الإسلامي فيهما.

الأول: الاستتئام (١)

وقبل البدء في بيان طريقة الاستتئام يحسن بنا أن نبين الولادة التي تتم عن طريق الخلايا الجنسية فنقول:

الخلايا الجنسية هي المنويات التي تفرزها الخصية , والبييضات التي يفرزها المبيض , وهذه الخلايا الجنسية تختلف عن بقية خلايا الجسم؛ وتوضيح ذلك:

إن خلايا الجسم (غير الجنسية) كخلايا الأمعاء والجلد والعظم وغيرها تشتمل على نواة في داخل الخلية هي سر النشاط الحياتي فيها، ويحيط بالنواة غشاء نووي، وتحتوي النواة بداخلها على شبكة مكونة من ستة وأربعين شريطًا تسمى بالأجسام الصبغية (الكروموزومات) ، أما باقي مساحة الخلية فيما بين النواة وبين جدار الخلية فمليء بسائل يعرف بالسائل الخلوي أو (السيتوبلازم) .

والأجسام الصبغية (الكروموزومات) الستة والأربعين هي حوامل الصفات الوراثية التي تسمى (الجينات) وهي التي تقرر الصفات الوراثية للفرد.


(١) إن توضيح موضوع الاستتئام اعتمدنا فيه على بحث الأستاذ الدكتور حسان حتحوت، في بحث له تحت عنوان (استنساخ البشر) ، ولكن هناك معلومات أخرى أضيفت من علماء آخرين نشرت الصحف والمجلات العالمية تصريحات لهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>