للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبعد وقت قصير تم تطبيق التكاثر النسخي على الحيوانات والنباتات وابتداء من أواخر الستينيات واستنادًا إلى العمل الرائد الذي قام به اثنان من العلماء الأمريكيين - الدكتور بريجز، والدكتور كينج - قام الدكتور جوردون من جامعة أكسفورد بتطبيق التكاثر النسخي على الضفدع الإفريقي ذي المخلب، حيث استعمل الأشعة فوق البنفسجية لإتلاف النواة في البييضة غير الملقحة لهذا الضفدع، ثم أدخل في هذه البييضة عن طريق الجراحة المجهرية نوى خلايا جسمية مأخوذة من الضفدعة، وعندها شاهد جهازًا معينًا للإرشاد داخل بلازما البييضة يأمر النواة بالانقسام تمامًا كما لو كانت البييضة قد اكتملت صبغياتها عن طريق التلقيح بالنطفة، واستمر الانقسام إلى أن تشكل ضفدع جديد كامل التكوين.

الدكتورة بياتريس منتز (Beatric mintz) من مؤسسة أبحاث السرطان في فيلادلفيا توصلت إلى طريقتين تقاربان الاستنساخ، الأولى: النسخ الناتج عن تفكيك الأجنة، والثانية: دمج الأجنة وتشكيل كائنات لها زوجان من الأبوين بدلًا من زوج واحد.

والطريقة الأولى معروفة الآن، وهي نفس الطريقة التي نشرها ستيلمان وهول على الأجنة البشرية عام ١٩٩٣، وسيتم شرحها بالتفصيل فيما بعد.

أما تفاصيل الطريقة الثانية أي الالتحام الجنيني فقد توصلت إليها أثناء بحثها عن أوساط بيولوجية مفيدة لدراسة التمايز الخلوي وتشكُّل الخلايا الجنينية.

أخذت الدكتورة (منتز) جنينًا ناتجًا عن التلاقح الطبيعي لزوج من الفئران البيض النقية ووضعته في أنبوبة اختبار مع جنين آخر ناتج عن التلاقح الطبيعي لزوج من الفئران السود النقية ثم أضافت في أنبوب الاختبار هذا بعض المركبات الكيماوية المذيبة للمادة التي تربط الخلايا ببعضها فتفككت الخلايا وامتزجت وبعد قليل أخذت تلتصق ببعضها، بغض النظر عن ارتباطاتها السابقة، وكونت هذه الخلايا أخيرًا جنينًا واحدًا.

زرعت دكتورة منتز هذا الجنين المركز في رحم إحدى الفئران لتقوم بدور الأم البديلة فتثبت الجنين في الرحم وتطور بشكل طبيعي وولد فأرة سليمة نمت وعاشت بصورة طبيعية، غير أن لونها كان غريبًا بعض الشيء. وبهذه الطريقة تم تشكيل المخلوقات المتعددة الآباء والأمهات.

أما الدكتور هيرو شهورن رئيس قسم الوراثة الطبية في معهد جبل سيناء الطبي بنيويورك، وكان رئيسًا سابقًا للجمعية الأمريكية للوراثة البشرية، فقد قال: " إن النسخ ليس فقط ممكنًا بل إن هناك احتمالًا كبيرًا في نجاحه وأعتقد بأن هذا النجاح سيتحقق في وقت أسرع مما يظنه الناس بكثير ".

<<  <  ج: ص:  >  >>