ولا شك في أن نسخ البشر أصعب من نسخ الضفادع والجزر، والسبب الرئيسي في ذلك هو أن البييضة البشرية لا بد أن يتم حملها في الرحم بدلًا من تركها على إحدى الصخور أو نقعها في حليب جوز الهند، بالإضافة إلى أن البييضة البشرية أصغر بكثير من بييضة الضفدع وأسرع منها عطبًا لذلك فإن أكبر عقبة تواجه المتخصصين في هذا المجال هي إيصال النواة المتناهية الصغر للخلية الجسمية سالمة إلى داخل سيتوبلازم البييضة، وعندما يتمكن العلم من القيام بذلك فلن يكون هناك ما يمنع نمو هذه البييضة كأية بييضة ملقحة بالطريقة العادية، (هذه المقولة قيلت قبل ظهور طفل الأنابيب، وبعد النجاح الكبير في مجال طفل الأنابيب أصبح التخوف من رفض الأرحام للأجنة المخصبة في غير محله) .
وكان العلم قد تمكن من إيجاد وسيلة لغرس البييضة الملقحة في أرحام الأمهات، وقد أجري العديد من التجارب على الحيوانات بهذا الخصوص قبل الإنسان، حيث تمكنوا من تحفيز أبقار ذات صفات عالية لتبيض عددًا كبيرًا من البييضات ثم تم تلقيحها خارج الرحم من ذكور ذات صفات ممتازة لإنجاب أبقار جديدة ذات صفات عالية في الجودة والإنتاج الحيواني من لحم وألبانٍ ومقاومةٍ للأمراض.
ماهو الاستنساخ؟
الاستنساخ كما ذكرت المراجع العلمية على نوعين:
الأول: التقليدي: وهو عبارة عن نقل نواة خلية جسمية (تحتوي على ٤٦ كروموسومًا) مكان نواة بييضة (تحتوي على ٢٣ كروموسومًا) ويتولى السيتوبلازم المحيط بالنواة الجديدة في البييضة حث النواة المزروعة وتنبيهها على الانقسام، فتبدأ في الانقسام مكونة الخلايا الأولى للجنين الذي سيصبح بعد ذلك إنسانًا هو صورة طبق الأصل من صاحب النواة الجسدية التي زرعت نواته في البييضة، وتصل نسبة التطابق من الناحية المظهرية إلى نسبة كبيرة جدًا، أما الصفات الأخرى النفسية والعقلية والسلوكية وغيرها فستتأثر بالأم الحاضنة والبيئة التي سينشأ فيها وغير ذلك من عوامل النشأة التي اختلفت بين الأصل والصورة.
الثاني: وقد ظهر عام ١٩٩٣ من العالمين الأمريكيين ستيلمان وهول حيث أخذا حيوانًا منويًا (يحتوي على ٢٣ كروموسومًا) ولقحا بييضة (تحتوي على ٢٣ كروموسومًا) لينتجا بييضة ملقحة بنواة ذات ستة وأربعين كروموسومًا ثم انقسمت هذه الخلية الملقحة لتعطي أربع خلايا.