للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويرى بعض المعارضين أن هذا تطاول على الخالق، حيث تنبأت شركة (راند) ذات النظرة الواقعية بتخليق (أشباه البشر) لتكليفها بالأعمال المتدنية، وقد لوحظ أن بعض أرباب العمال يفضلون استخدام العمال المتخلفين عقليًّا، لأنهم الأناس الوحيدون الذين هم على استعداد تحمل أعباء هذه الأعمال كمسح الأرض وغير ذلك من الأعمال المتدنية.

ثانيًا: المؤيدون للاستنساخ ماذا يقولون؟

إن السعي إلى تحقيق التوالد النسخي سيزود العلماء بكثير من المعلومات العلمية الأساسية عن تمايز الخلايا والسرطان والوراثة والمناعة وتحقيق نسخ الإنسان قد يدفع الأبحاث النفسية والعصبية وما شابهها قدمًا إلى الأمام لاكتشاف الكثير مما غم على العلماء.

الدكتور (فلتشر) وهو أحد أهم الباحثين في علم البيولوجيا يقول:

"إن الشرط الأول والأخير للتصرف الأخلاقي للإنسان هو أن يتمتع هذا الإنسان بحرية الاختيار فبدونها لا يمكن اعتبار تصرفه أخلاقيًّا لأن ما يجبر على القيام به لا يمت إلى الأخلاق بصلة، ولذلك يجب فتح مجال الأبحاث على مصراعيه مهما كانت العواقب، لأنها تصب أولًا وأخيرًا في صالح الإنسان ... !! ".

ثم يضيف قائلًا: "وإن وجود العديد من النسخ المتطابقة قد يحث كلا منها على السعي لتحقيق التفوق على النسخ الأخرى، وبالتالي إثبات شخصية متميزة، ومن ناحية أخرى يمكن للنسخة أن تعوض عن نقصها بادعائها أنها تتمتع بمزية عجيبة هي التطابق مع أفراد آخرين في عالم يختلف فيه كل فرد عن الآخر ".

وبعضهم يقول: "إن الخلية هي من صنع الله، وما قمنا به هو مجرد نقل نواة من خلية شخص إلى بييضة أنثى، وبأمر الله انقسمت ونمت، وكلها من صنع الله، وهذا ليس تطاولًا على الله كما يدعي البعض ".

البعض الآخر يثير نقطة هامة هي:

أن الطبيعة فيها كثير من الاستنساخ بين الكائنات الثديية وحتى بين الإنسان، فقد أكدت الدكتورة هيلين (Helen spurway) الأستاذة في الكلية الجامعية بلندن، أن هناك احتمالًا بوقوع ولادة بكرية (وهي الولادة التي تحصل نتيجة حمل ناشئ عن انقسام بييضة أنثوية غير مخصبة بنطفة ذكرية) ، واحدة في كل مليون إلى مليوني امرأة، ذلك لا يتم إلا بشروط، منها تطابق الزمرة الدموية بين الأم وابنتها، بدون رفض، فإذا أمكن توفر كل هذه الشروط في إحدى النساء فإنها ستحمل، وهناك حيوانات كثيرة تتحول الذكور فيها إلى إناث إذا ما زاد عدد الذكور والعكس بالعكس، مثل بطلينوس البحر.

<<  <  ج: ص:  >  >>