للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأضاف العالمان صاحبا الإنتاج بإمكانية استخدام الاستنساخ مع الهندسة الوراثية للتحكم في الصفات الوراثية المطلوبة من المواليد الجدد. ثم يذكر العلماء بأن هذه التقنية سوف تتغلب على كثير من الصعاب التي تواجه المصابين بالعقم بحيث يمكن التغلب عليه.

إن إذاعة أنباء استنساخ الثدييات قد دفع الكثيرين إلى انفعال شديد، والآن هناك لغط حول الموضوع؛ هل إجراء هذا الموضوع صحيح؟ هل هناك حدود يجب الالتزام بها؟ وهل هناك معايير يجب التقيد بها؟

وقد لوحظ أن عددًا كبيرًا من الناس قد دخل النقاش وهم في تهور شديد، وبالتأمل القليل في الإجابات، نجد أن الناس يجيبون باندفاع شديد تحكمهم في ذلك العاطفة أكثر من العقل.

الانعكاسات الأخلاقية على الاستنساخ:

لقد انقسم العلماء على أنفسهم؛ منهم من يرفض الموضوع رفضًا مطلقًا، ومنهم من يؤيده تأييدًا مطلقًا، ولكل حججه وبراهينه.

وفيما يلي سنورد ما ذكره الرافضون:

فالرافضون للموضوع يخشون جنوح الأمر أمام الخيال الذي لا حدود له، فعالم الوراثة الكبير (واطسن) الحائز على جائزة نوبل للبيولوجيا يقول: "إن هذا العمل سيؤدي إلى تشويش كبير في النشوء والتطور، وهذا يعني الفوضى الأبدية "، ثم يضيف قائلًا: " إنه لأمر شديد الخطورة أن تسلب ابنك شعوره بذاته كفرد وتفرض عليه أمرًا قد لا يرضاه لنفسه بتدخلك السافر ضد طبيعة الأمور "، ويردف قائلًا: " إن ذلك قد يؤدي إلى تغيير طبيعة الارتباط بين الطفل ووالديه تغييرًا جذريًّا لدى من نشؤوا نشأة دينية، هذا عدا القيم التي يحملها كل فرد، وهي قيم خاصة به كشخص متميز عن غيره من الناس ".

أما الدكتور (ليون كاس) الأخصائي في البيولوجيا الجزيئية (Molecular Biology) وآداب البيولوجيا في كلية (صن كوين) في أنا بوليس، وصف النسخ بقوله: "إنه استمرار طابع وراثي معين يحقق استمرارًا مصطنعًا من جيل لآخر، ويمكن تخيل مخاطر هذا الإجراء على الجنس البشري بسيادة البعض وانقراض الآخر ".

وقد كتب الدكتور (دانيا كالاهان) مقالًا مطولًا يقول فيه: "إن جانبًا كبيرًا من مشاعره وأفكاره ودوافعه الفطرية هو مع (د. كاس) وهو يخشى أن تؤدي ممارساتنا اللامسؤولة في مجال التخليق والتصنيع إلى تجريدنا من إنسانيتنا إلى درجة خطيرة، وهو أمر وارد حقًّا، فإننا كبشر قد توصلنا منذ زمن قريب إلى تعريف دقيق لـ (الإنسان) ، وبالرغم من ذلك فإننا لا نزال حتى الآن في طور تفسير ذاتنا، ويضيف قائلًا: إن إلغاء الجماع والتوالد وإشاعة التزواج اللاجنسي عن طريق الاستنساخ وأمثاله يؤدي إلى تجريد الإنسان من إنسانيته، وقد ميزه الله عن بقية المخلوقات الحيوانية بذاتيته إذ لا يمكن القبول أن يكون إنتاجه بصورة تشبه إنتاج قطيع من الأبقار أو الخراف ".

<<  <  ج: ص:  >  >>