ومجال آخر يطرقه المؤيدون للاستنساخ إلا أنه يثير الكثير من علامات الاستفهام، هو استخدام الاستنساخ لتوفير الأعضاء البشرية للزراعة نظرًا لندرتها وأهميتها في الوقت نفسه، إذ يمكن للأهل أن ينفقوا على إجراء الاستنساخ لأكثر من جنين بزرع واحد فقط في الأم ويجمد الباقي احتياطيًّا للوليد إذا ما أصابه مكروه أو توفي، وفي هذه الحالة يمكن استخدام الاحتياطي.
وهنا يتساءل المرء: أين الجوانب الأخلاقية التي تحكم هذا الموضوع بالذات؟ وما موقف الأخ من أخيه الذي استخدم كضحية له؟ والعديد من الأسئلة الحائرة في أذهان علماء الدين والمشتغلين بالأخلاقيات.
وقد قدم مؤيدو الاستنساخ قائمة طويلة لتطبيقاته التي قد ينجذب إليها الكثيرون في المستقبل إذا لم يكونوا قد انجذبوا إليها فعلًا الآن، وهذه القائمة هي:
١ - نسخ أشخاص بهدف تحسين النوع وإضافة البهجة على الحياة.
٢ - تأمين مجموعات كبيرة من البشر المتطابقين وراثيًّا، بغية إجراء دراسات علمية عليهم لمعرفة أهمية كل من البيئة والتربية في مختلف أوجه الأداء البشري.
٣ - نسخ الأصحاء لتلافي مخاطر الأمراض الوراثية الكامنة في يانصيب التراكيب الجنسية.
٤ - منح طفل للزوجين العقيمين.
٥ - إنجاب طفل له طابع وراثي معين حسب الطلب.
٦ - التحكم بجنس الأطفال في المستقبل.
٧ - إنتاج مجموعات من الأشخاص المتطابقين لأداء مهمات خاصة في الحرب.
٨ - إنتاج نسخة جنينية لكل شخص تحفظ وقت الحاجة إليها أثناء مرضه أو إعادته مرة ثانية للحياة.
٩ - التفوق على الروس والصينيين، ومنع حدوث فجوة علمية في مجال النسخ.
١٠ - من بين التطبيقات بالتعاون مع الهندسة الوراثية والاستنساخ هو تغيير الوظائف الفزيولوجية لبعض أنواع البكتيريا لإنتاج أنواع ذات صفات معينة لها قدرات خاصة، إما لمعالجة مشاكل مثل: بكتريا البترول والأنفلونزا، أو إنتاج سلالات لها مقاومة خاصة لأنواع من المضادات الحيوية، خاصة تلك التي تستخدم في الحرب الجرثومية.
محاذير أخلاقية:
إن موضوع الاستنساخ البشري سوف يثير الكثير من التحفظات والأسئلة خاصة في الدول الإسلامية - بل وفي كل دول العالم - حول: الأسرة وتعريفها، الأبوة والأمومة، مفهوم الإنسان والذات الإنسانية، حق الأبناء في ذاتيتهم الإنسانية، التطور الذي تفرضه الطبيعة والبيئة، الإرث، فقدان الهوية للأصل والصورة، الحق القانوني للنسخة، هل من حق أي شخص إذا أراد أن يحسن نسله أن يلجأ إلى هذه الوسيلة؟ إذا نجح الاستنساخ في إنتاج نسخة بها عيوب خطيرة.. ما مصير هذا الإنسان هل يقتل أو يبقى هكذا؟ ومن المسؤول عنه؟ ما نسب النسخة؟ هل هو ابن صاحب الخلية أم شقيقه؟ والحاضنة هل هو ابنها أم زوجها أم شقيق زوجها؟