للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهي اصطلاحاً: تبين الحكم الشرعي عن دليل لمن سأل عنه (١) :

قال القرافي: إنها إخبار عن الله تعالى فالمفتي كالمترجم، قال المنهج بعد تعريف الحكم:

لأجل ما يصلح من دنيا وقد

اختص بالفتيا جميع ما ورد

من العبادات وما قد منعا

منها وأسباب شروط جمعا

وما للآخرة فيه اختلفا

ورسمها إخبار من قد عرف

بأنه أهل بحكم شرعاً

والحكم وهي في سواه اجتمعا

(٢)

قال في التكميل:

إخبار الفتوى كمن يترجم

والحكم وإلزام كنائب اعلموا

وعند ابن القيم: بمنزلة الوزير الموقع عن الملك.

- فمن المفتي؟ وبأي شيء يفتي؟

- إنه معترك الأقلام ومزدحم الأفهام.

- فالمفتي الأول في الشرع هو النبي صلى الله عليه وسلم، مبلغاً عن الله تعالى:

{وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ} [النساء: ١٢٧] ، {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ} [النساء: ١٧٦] .

وبعده عليه الصلاة والسلام تعاقب على الفتوى أصحابه الكرام وفي مقدمتهم الخلفاء الراشدون، وحفظت الفتوى عن مائة وثلاثين ونيف من الصحابة كما ذكر الإمام ابن القيم في إعلام الموقعين (٣) ، كما كان سبعة من الصحابة من المكثرين من الرواية، فإن سبعة منهم كانوا من المكثرين من الفتيا؛ وهم عمر وعلي وابن مسعود وزيد بن ثابت وعائشة أم المؤمنين وابن عمر وابن عباس رضي الله عنهم.


(١) شرح المنتهى: ٣ / ٤٥٦؛ والموسوعة الفقهية: ٣٢ / ٢٠.
(٢) المنجور، ص ٦١٤.
(٣) إعلام الموقعين: ١ / ١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>