بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العاملين، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد؛
فإني أشكر الرئاسة والأمانة العامة على إتاحة الفرصة لي للحديث، وأشكر جميع الإخوان الذين شاركوا مشاركات إيجابية في هذا اللقاء جزاهم الله خيرا. أشير قبل كل شيء إشارة خفيفة إلى ما تعرض له فضيلة الشيخ الدكتور حمداتي في تعقيبه، وقد جلست معه وزال اللبس بسبب بعض العبارات التي ربما كانت قاصرة عن وضع النقاط على الحروف، والحمد لله زوال اللبس هو الذي يهمنا ويشغلنا.
هذا وأسأل الله التوفيق والخير، والسلام عليكم ورحمة الله.
الأمين العام:
بسم الله الرحمن الرحيم، وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
أحمد الله على ما تحقق في هذه الجلسة المباركة التي استمعنا فيها إلى آراء جيدة وإلى بحوث قيمة تناولت قضية لم يقع بحثها من قبل أو لم يكثر بحثها، وهذه القضية هي قضية العمل في الفقه الإسلامي وقضية النوازل والفتاوى، والاستمرار على دراسة هذا الجانب قد يكون مفيدا لحضرات الباحثين فيما يستقبلون من قضايا، ولعامة الناس بما يجدونه من إنارة فكرية للقيام بهذا العمل العلمي المجيد.
ولذلك فإني أريد أن أعرض على حضراتكم شيئا أعتقد أنه من المفيد جدا: قبل حضوري إلى المملكة العربية السعودية للقيام بواجبي على رأس المؤسسة – مجمعكم الموقر – كنت أعد نفسي لتحقيق كتاب، وهذا الكتاب هو (التنبيهات) للقاضي عياض، وهو تصحيح وجمع وتثبيت لأهم مدونة في الفقه المالكي وهي المدونة لما فيها من تقديم وتأخير واضطراب في الإعداد الأخير وحتى في الطباعة، وهذا الكتاب لعلكم تعرفون عن طريق (حاشية الرهوني) الإشارة إلى كثير من الآراء الفقهية وإلى العمل بهذه الآراء الذي يختلف من بلد إلى بلد، من الأندلس إلى فاس ومن فاس إلى القيروان، وهذا يثري -إن صح التعبير - مجال البحث ومجال النظر عندما نتتبع القضايا للحصول على فتوى مناسبة، ولذلك فإني أعرض بهذه المناسبة عليكم من يريد أن يشارك في تحقيق هذا الكتاب، هو ذو خمسة أجزاء، وهو نافع بإذن الله، وفيه مادة علمية غزيرة، والرهوني صحح لنا بعض النصوص منه لأنه يذكره أثناء شرحه.